اختناقات يومية
ما تتعرض له سهام يومياً من انتظار أثناء توجهها للعمل اليومي يفوق قدرتها على التحمّل, حتى وصل بها الحد إلى أن الحصول على موطىء قدم في ميكرو مزة جبل – كراجات يعني أن حظّها هذا اليوم من السماء.. ليأتي الانتظار الأكثر مرارة في منطقة البرامكة.. هذا الوضع اليومي وما تتعرض له سهام هو بالطبع معاناة نعانيها كلنا من انتظار حافلة من هنا أو من هناك، هذا الوجع القديم المتجدد هو من قبل سنوات الحرب على سورية ليشتد كل يوم عن الذي سبقه مع افتتاح العام الدراسي والازدحام الذي يتفاقم في ساعات الذروة مع نهاية الدوام الرسمي.
من المؤكد أن لهذه الأزمة أسبابها المتعددة, أولها: أنه لم تحاول الجهات المعنية التخفيف منها بشكل جدّي .. على الرغم من قرار زيادة التعرفة التي دفع فاتورتها «المواطن» المعتاد دائماً على تحمل كل الفواتير بما فيها فواتير فشل إجراءات قطاع النقل الخلبية، إلا أنه على أرض الواقع لا نجد فرقاً نوعياً حدث والجميع يعلم أن البعض من أصحاب الحافلات يتصرفون بطريقة أو بأخرى بمخصصاتها من الوقود, وفي حال حدث وتدخّلت شرطة المرور لضبط الدور وإلزامهم نجد الحافلات تنتظر بالدور لدرجة تهمس لنفسك ماذا حدث اليوم ..!
السبب الثاني: إنه في كل عام «يزداد الطين بلة» مع افتتاح المدارس أبوابها، بمعنى أن عدداً كبيراً من سائقي السرافيس يتعاقدون مع المدارس لتغيب عن الخدمة في ساعات بداية ونهاية الدوام, ترى هل هو معجزة إيجاد حل من خلال فرز حافلات ( مخصصة للمدارس ) مع تحديد الساعات الصباحية للمدارس وبعد بساعة لطلاب الجامعات.. إلى ما هنالك، أم إنّ الجهات المعنية مشغولة فقط بعقد الاجتماعات التي لا تنتهي بهدف رفع مستوى الخدمة للمواطن؟.
أزمة نقل خانقة حتى حدود المهانة اليومية, فهل تسعى الجهات المعنية لإيجاد حلول من خلال إشراك القطاع الخاص بشكل أكبر بما يسهم في الحل حفاظاً على ماء وجه المواطن «المسكين» الذي أمضى حياته قيد الانتظار .!!