عن مؤتمر بغداد للتعاون

ما الذي كان منتظراً من مؤتمر بغداد للتعاون؟

وهل كانت الحكومة العراقية تملك من الأوراق والاقتدار ما يجعلها قادرة على استقبال طيف الجوار من دون تحكّم؟ أليست مقاصد اللقاء إطلاق سراح بغداد لتفكّر في مصيرها بعيداً عن معادلة الاصطفاف؟ وما معنى الاصطفاف في وضعية العراق اليوم؟ ماذا كان دور ماكرون في لقاء قادة الجوار العراقي؟ وكيف غابت سورية ومن وراء هذا الغياب: أهو اعتذار منها أم شرط مسبق من جوار يرى إمكانية تجاوز سورية في أي خريطة طريق لإقليم مستقرّ؟ وهل يمكن تحقيق الاستقرار من دون دمشق؟

يبدو أنّ المؤتمر كان يهدف إلى فتح باب نحو تفاهمات لا زالت في البداية، بغداد تريد أن تكون بؤرة اللقاء والوساطة والسلام، وهي التي لا زالت غارقة في وحل التناقضات والأزمات.

من يا ترى لا يريد للعراق أن ينهض بهذه المهمّة؟

مظاهر أمنية حفيظة مقارنة بالماضي، هل بغداد تجاوزت مرحلة الخطر؟ ماذا يعني وجود ماكرون؟ هل هو وكيل واشنطن في لقاء القادة الإقليميين؟ هل هناك ما يؤكد على وجود رغبة من واشنطن للانسحاب من العراق؟ هل هي مشغولة بإتمام عملية الانسحاب من أفغانستان؟

محتوى ومخرجات اللقاء غابت عنه موضوعات أساسية، تخصّ القضايا التي لا يمكن أن يتحقق استقرار إقليمي من دون التطرق إليها: فلسطين، سورية وقضايا أخرى.

واضح أنهم تجاهلوا الموضوعات الحساسة لكي ينجح اللقاء. في الأخير نجح اللقاء ولم توجد خريطة الطريق.

وربما ولعله بل هذا هو الحقيقة، كانت الغاية هي رسالة بغداد للعالم بأنها تستطيع جمع ما لم يجمع، هكذا قال بعضهم، لكن كان ذلك سيكون دامغاً لو حضرت سورية.

الحل السياسي لا غنى عنه في الإقليم، والذين يشعرون بالضيم والخداع سيعملون على جمع ما تحتاجه المفاوضات من أوراق، وإذن، هل يمكن التفاوض من دون شروط وبعدالة ومن دون أوراق؟ هذا درس مغيّب من العلاقات الدولية.

وعلى كل حال، هذه بداية، والحاضرون أكدوا على ما هو أهمّ: لا يمكن إلغاء من يعتبر جواره قدراً جغرافياً.

إن الإقليم احترق وآن الأوان لمقاربة مختلفة تمنح السياسة دورا في إرساء السّلام، وإلاّ فهي الحرب بلا هوادة، والكل جاهز لإذكائها..

كاتب من المغرب

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار