“ناتو” تحت الصدمة

يتخبط حلف شمال الأطلسي (ناتو) في إجراء تقييم لما حدث في أفغانستان إثر الانسحاب المباغت لواشنطن من الأراضي الأفغانية ليبدو الحلف غارقاً في الصدمة التي لم يتمكن حتى الآن من امتصاصها بعد سيطرة حركة طالبان على البلاد خلال الأيام القليلة الفائتة.

ويواصل “ناتو” عقد اجتماعاته لتقييم ما حدث في كابول لتبدو دوله تائهة وسط الإخفاق والخيبة التي أصابتهم حيث لم يحققوا أي هدف لهم طوال سنوات الغزو العشرين وكانت الهزيمة عنواناً بارزاً لهم فضلاً عن الخسائر الكبيرة التي تكبدوها بالعتاد والأرواح.

التخبط ترافقه اختلافات بين دول “ناتو” فيما بينها من جهة وبينها وبين واشنطن من جهة أخرى حيث لم تتردد بعض دول الحلف بالقول: إن واشنطن أخذتهم على حين غرة بعد كل “التضحيات” التي قدموها لها في الميدان الأفغاني على حد تعبيرهم.

ومن بروكسل أعلن الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ عقد اجتماع طارئ لوزراء خارجية دول الحلف يوم غد الجمعة وقال: إن المحادثات التي ستجري عبر الإنترنت ستكون فرصة للاستمرار في تنسيقنا الوثيق ومناقشة نهجنا المشترك للتعامل مع أفغانستان مضيفاً: يتعين على الحلف إجراء تقييم نزيه لما أدى إلى الانهيار السريع والمفاجئ للحكومة الأفغانية والقوات المسلحة الأفغانية في مواجهة طالبان.

وكان ستولتنبرغ قال في مؤتمر صحفي عقب اجتماع خاص لسفراء “ناتو” لبحث الوضع في أفغانستان: ما رأيناه في الأسابيع القليلة الماضية كان انهياراً عسكرياً وسياسياً بسرعة لم تكن متوقعة، أدهشتنا سرعة الانهيار.

وأوضح أنه كان من المستحيل سياسياً بالنسبة للحلفاء الأوروبيين الاستمرار في أفغانستان بعد قرار الولايات المتحدة إخراج جميع جنودها من البلاد.

وفي ألمانيا وبريطانيا تتزايد الانتقادات للانسحاب السريع لواشنطن حيث وصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الوضع في أفغانستان بأنه مرير معتبرةً أن أسباباً سياسية داخلية أميركية ساهمت في قرار سحب القوات الغربية من أفغانستان، فيما اعتبر رئيس حزب «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» الألماني والمرشح لخلافة ميركل أرمين لاشيت أن الانسحاب هو أكبر إخفاق للحلف الأطلسي (ناتو) منذ تأسيسه.

أما رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون فقد دافع عن قراره اتباع واشنطن في سحب القوات من أفغانستان، رغم مواجهته انتقادات شديدة من أعضاء حزب المحافظين الذي ينتمي إليه وكذلك من معارضيه.

وفي جلسة طارئة لمجلس العموم البريطاني رأى وزراء في حكومة جونسون أنهم أخذوا على حين غرة حيث لم تناقشهم واشنطن بتوقيت الانسحاب.

واضطر جونسون ووزير خارجيته دومينيك راب إلى قطع إجازتيهما والعودة إلى لندن بينما كانت حركة طالبان تسيطر على العاصمة الأفغانية كابول.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار