سياستنا التربوية

في الأمس القريب أصدرت وزارة التربية قراراً بتحديد معدلات قبول الأول الثانوي العام وحددت درجات القبول في دمشق 174 درجة وفي حمص 164 درجة ، في حين حددت درجة القبول في محافظة إدلب وريفها 154 ،كذلك حددت درجة القبول في محافظة دير الزور 165 أما في ريف الحسكة ١٥٤ درجة ، وهذا يثير أسئلة كثيرة : كيف تحدد المعدلات في المحافظات التي تنعم بالهدوء والسكينة وتفاصيل الحياة الاعتيادية مثل دمشق بما يقارب معدلات القبول في مناطق بالكاد يتوفر فيها الأمن والأمان كمناطق المحافظات الشرقية (الحسكة وريفها , دير الزور وريفها , وغيرها)؟ ، ناهيك بمرارة العيش وتأمين أدنى متطلبات الحياة، فالوجوه وحدها تنطق بذلك .
ترى لماذا لم يتم الأخذ في الحسبان الأوضاع الأمنية والظروف الاقتصادية المزرية التي يعيشها الأهالي وأبناؤهم ، ما التبرير لتحديد المعدل في ريف دير الزور بـ 168 درجة ..؟!!
في حال كان الهدف من قرار الوزارة التوجه للتعليم المهني بشكل إلزامي فهذا لن يجدي نفعاً , فالناس اختبرت نتائج من يتوجه للتعليم المهني , حيث لا أمل في الأفق حتى بتطويره ، لذلك من المهم العمل على تشجيع من يرغب بالدخول إلى التعليم المهني ، ولاسيما هذه المرحلة الهامة من إعادة الإعمار ، والعمل للاستفادة من تجارب الدول المتطورة في هذا المجال ، بموازاة ذلك تقديم كل الدعم والمساندة للخريجين بمختلف اختصاصاتهم لاستقطابهم بما يصب في الصالح العام.
وغير ذلك سنجد إحجاماً من قبل الأهالي قبل الطلاب أنفسهم عن التسجيل في (المهني), ناهيك بأنه في مثل هذه القرارات ( بتحديد المعدل المطلوب) نشجعهم على الاتجاه إلى مستقبل غير واضح الملامح.
يبقى الأفضل تقديم فرصة التعليم وامتلاك الشهادة، وترك الحصول على موطىء قدم في القطاع الحكومي رهن الظروف والأقدار، أو تركهم صيداً ثميناً لجهات مشبوهة..