رغم الخسائر الكبيرة التي منيت بها بعض الأسر في محافظة طرطوس نتيجة التقنين الكهربائي الطويل الذي أودى بمؤونة الشتاء من الخضار الربيعية مثل البازلاء والفول وورق العنب، التي دفعت عليها العائلات آلاف الليرات لتكون ملاذاً لها في فصل الشتاء وتخفف عنها عبء الأسعار التي ترتفع بشكل كبير في هذا الفصل ومع تخلي عدد كبير من الأسر عن هذا التقليد السنوي لعدم توفر الإمكانات المادية بدأت اليوم عدد من الأسر تتحضر لمؤونة بعض المأكولات رغم الكلف الكبيرة لها والتي بدأت بشائرها مع بداية هذا الشهر مثل المكدوس والبرغل ولكن بكميات قليلة ومحدودة، فموسم مؤونة المكدوس في بدايته الذي يعد مأكولاً أساسياً عند أغلب الأسر السورية، تفكر السيدات كيف لهن أن يقدمن على هذه الخطوة فتقول السيدة أم محمد لـ«تشرين»: نحن من ذوي الدخل المحدود وقد اعتدنا على تجهيز مؤونة لفصل الشتاء من المكدوس والبرغل والكشك والقمح المدقوق وغيرها إلا أن الأسعار هذا العام مشتعلة فكيلو البرغل الخشن بـ٣٠٠٠ ليرة وعائلتي تحتاج على الأقل لعشرين كيلو برغل، أما المكدوس فيحتاج إلى باذنجان الذي وصل سعر الكيلو منه اليوم إلى ٧٠٠ ليرة والفليفلة الحمراء ما بين ٨٠٠ -١٠٠٠ ليرة، أما الجوز فسوف نستبدله بالفستق لأننا لا نستطيع شراء الكيلو بـ٢٠٠٠٠ ليرة مع تقلص مؤونة المكدوس لدي من ٥٠ إلى ٢٠ كيلوغراماً.
وأضافت السيدة صفاء: نسينا ما يسمى الخضار المفرزة بسبب ندرة وجود الكهرباء وعدنا إلى عصر جداتنا باللجوء إلى تجفيف الخضار مثل البامية والفول والملوخية وغيرها من الخضار مع تخفيض الكميات إلى أقل من النصف وهذا يعني انخفاض نصيب الفرد من هذه المواد إلى أقل من النصف ولكن ليس باليد حيلة.
وتضيف السيدة ملكة: إن مصروف المؤونة كبير جداً وقد تقتصر مؤونتي هذا العام على كميات قليلة جداً، فسعر كيلو الملوخية اليابسة ٩٠٠٠ ليرة وكيلو البامية ٣٠٠٠ ليرة وأنا وزوجي وصلنا سن التقاعد ولا نملك المال الكافي كما كنا أيام زمان قبل هذه الحرب الظالمة على بلدنا، وهمّي الأكبر هو مؤونة الزيت حيث وصل سعر صفيحة زيت الزيتون لأكثر من ٢٠٠ ألف ليرة فكيف لنا أن نتدبر أمرنا؟ الواقع المعيشي صعب جداً وخاصة في ظل الارتفاع الكبير بالأسعار.
قد يعجبك ايضا