تسييس مفضوح
لا يزال المسار السلبي المثقل بالتسييس يرافق خطة عمل منظمة الصحة العالمية مع انطلاق المرحلة الثانية من التحقيق حول منشأ فيروس كورونا وما يلازمه من تضخيم إعلامي معتمد ضد بكين وضغط كبير من واشنطن لتحويل التحقيق لصالحها سياسياً واقتصادياً.
وبينما يخوض العالم حرباً في مواجهة الفيروس والمتحورات الحديثة منه، تصر واشنطن على خوض معارك سياسية إضافية ضد بكين تستمد زخمها من الفيروس ذاته عبر ممارسة كافة الضغوط على “الصحة العالمية” لتسييس تتبع مصدر الفيروس.
ودشنت واشنطن أحدث ضغوطها على المنظمة الدولية لإجبارها الالتزام بخطة وضعتها للتحقيق لا تزال تدرج الفرضية القائلة بأن انتهاكاً صينياً لبروتوكولات المختبر قد تسبب في تسرب الفيروس كأولوية بحثية ما يعني أن الخطة جاءت نتيجة تسييس واضح في محاولة حثيثة من واشنطن لتشويه صورة الصين عالمياً وتحميلها مسؤولية انتشار الوباء وهو ما دأبت عليه منذ اللحظة الأولى لانتشار فيروس كورونا.
الفرضية التي يقوم عليها التحقيق يمكن تصنيفها في إطار حرب واشنطن على بكين والأسباب تنطلق من تقهقر مكانة واشنطن سياسياً واقتصادياً، وتوجه الصين لتحتل الصدارة كأول قوة اقتصادية في العالم، إضافة إلى امتلاكها أكبر احتياطيات من النقد الأجنبي، كما أنها تجاوزت الدول المتقدمة في مجال البحث العلمي والتكنولوجيا، والآن في مجال الاتصالات والذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الفضاء.
كذلك تضرب الفرضية المعتمدة في التحقيق روح التعاون الدولي والمبادئ العلمية والجهود المشتركة لمكافحة الوباء وتؤجج الاستقطاب والانقسام السياسي، كما أنها تناقض تقرير المهمة المشتركة بين “الصحة العالمية” وبكين الذي خلص بوضوح إلى أن التسريب في المختبر مستبعد تماماً.
الصين شبهت وغير مرة الاتهامات الموجهة إليها بشأن منشأ فيروس كورونا، بما وجّه للعراق من اتهامات باطلة بامتلاكه أسلحة دمار شامل قبل سنوات.
وقال أكثر من مسؤول صيني إن “منشأ كوفيد-19 موضوع العلم ويجب أن يدرسه بشكل مشترك العلماء حول العالم، وعدم تسييسه”.
بل إن المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن ليو بينغيو كتب على “تويتر”: إن “أي استنتاج يجب أن يستخلص بالتوافق مع معايير منظمة الصحة العالمية وبناء على الأساليب العلمية”.
وشدد على أن “الحملة الرامية لتسييس دراسة منشأ الفيروس والتشهير بالصين لا تختلف عن الأكاذيب حول امتلاك العراق أسلحة دمار شامل”.