خسارة إضافية
لم تعد شعبية الرئيس الأميركي جو بايدن ثابتة عند حدود معينة بعد مرور ستة أشهر على دخوله البيت الأبيض، بل بدأت بالانخفاض تدريجياً بين صفوف مؤيديه قبل معارضيه في إشارة لبدء انتهاء شهر العسل في صفوف داعميه وفقاً لتوصيف مؤسسة (غالوب) لاستطلاعات الرأي.
المؤسسة أعطت المؤشرات لقرب هذا الافتراق وخسارة بايدن لمؤيديه وفقاً لاستطلاع رأي واسع أجرته مؤخراً في الولايات المتحدة والأسباب تتعلق بانتشار وباء كورونا واستمرار تردي الوضع الاقتصادي.
أزمتان كبيرتان لم يتمكن بايدن خلال الستة أشهر الأولى من حكمه من المباشرة بحلول واقعية تفضي لانفراج ولو محدود فيهما باعتبارهما أكبر الأزمات التي تواجه حكمه ضمن سلسلة أزمات أخرى.
ورغم أن شهر العسل وفقاً لتوصيف مؤسسة (غالوب) لم يكن مماثلاً لأشهر العسل السابقة لأسلافه خلال فترة حكمهم الأولى كونه ورث بلاداً منقسمة على نفسها ومريضة بوباء يفتك بها، واقتصاداً متردياً وصل حافة الركود، وكذلك خصومة وصلت لحد القطيعة مع منافسيه الجمهوريين وتصعيد واسع على عدة جبهات خارجية، لكن وعود بايدن الكبيرة ببدء الشروع بحل سريع لهذه الأزمات لم تتطابق مع ما حققه على الأرض حيث بقيت الأهداف أكبر من القدرة على تحويلها إلى حقيقة منظورة على المدى القريب وفقاً لتحليل الإعلام الأميركي .
المفاجئ بالنسبة لاستطلاع الرأي الحديث أن بايدن لم يعد له الأغلبية المطلقة داخل حزبه وحتى ضمن مناصريه في أزمة حكم جديدة مع تعثر الرئيس في العثور على الحلول المرضية للشارع الأميركي وافتقاده مبكراً لمسار للخروج من نفق الأزمات المتراكمة ومواجهته حملة شرسة للتشكيك بصحته العقلية وضرورة خضوعه لاختبارات تؤكد سلامته العقلية.
التقييم الشعبي المنخفض لبايدن واستمراره بالانخفاض بشكل واضح عما كان قبل ستة أشهر عندما ارتفعت أسهمه بشكل كبير في البلاد يؤكد أن الثقة التي منحها الناخبون لبايدن بدأت بالانحسار ليصبح الرئيس الأميركي السادس والأربعين يسير في المسار الخطأ بينما يشعر مؤيدوه أو قسم منهم أن مستوى القلق على مستقبلهم من سياساته يواصل الارتفاع.