معرض لمشاريع النمذجة والمحاكاة في الجمعية العلمية المعلوماتية باللاذقية

أطلق فرع اللاذقية للجمعية العلمية السورية للمعلوماتية معرضاً لمشاريع النمذجة والمحاكاة، في سعي دؤوب من كوادر الجمعية لترسيخ شعار الأمل بالعمل، عبر سلسلة النشاطات والفعاليات والإنجازات التي يفيض بها سجل فرع الجمعية .
شارك في المعرض 11 فريقاً قدموا 11 مشروعاً على شكل نماذج محاكاة حاسوبية، لمعالجة مسائل علمية متنوعة رياضية وسكانية وتخطيطية وطبية وفيزيائية وهندسية وذكاء صناعي وعسكرية، يريد من خلاله القائمون على المشروع بشكل عام، وعلى نادي النمذجة والمحاكاة بشكل خاص، طرح مفهوم جديد على صعيد استخدام الرياضيات في منظومتنا التعليمة، آملاً في صناعة جيل علمي يملك مهارات تفكير عالية، ومقدرات علمية متطورة ويكون عوناً في إعادة إعمار بلدنا.
وأبرز المشاريع المقدمة، مشروع محاكاة طريقة مونت كارلو، حيث تم تصميم نموذج محاكاة مبرمج يحاكي طريقة مونت كارلو التي تستخدم في حالات عدم اليقين، عند اتخاذ قرار في مسألة ما، والتي تتطلب تطبيق كم كبير من الاحتمالات، لتقدير القرار الأفضل، حيث تساعد الطريقة على حلّ العديد من التطبيقات المعقدة خلال وقت قصير.
ومشروع نمذجة ومحاكاة انتشار الدواء في الجسم، حيث تم تصميم نموذج محاكاة مبرمج بطريقة عددية لانتشار الدواء في جسم مريض، يتيح النموذج حساب شدة استهلاك الدواء في الجسم، ومقدار الجرعة الدوائية اللازمة للوصول إلى التركيز المطلوب للدواء في الجسم.
ومشروع نمذجة شبكة عصبية للتنبؤ بسرعة سيارة، تبعاً لقوة الدفع المطبقة، ومقارنة النتائج مع النموذج الرياضي التحليلي للعملية للتحقق من صحة نتائج الشبكة العصبية.
إضافة إلى مشروع نمذجة ومحاكاة إطلاق صاروخ فضائي، وتقوم فكرة المشروع على تصميم نموذج محاكاة مبرمج لإطلاق مركبة فضائية، يجري دفعها بصاروخ لمدة معينة قبل أن ينفصل في وقت لاحق عنها مع رسم ديناميكي متحرك للعملية، إضافة إلى بيانات تغير السرعة مع الزمن.
وحملت المشاريع الأخرى عناوين وهي نمذجة ومحاكاة التزايد السكاني، ومشروع محاكاة الطريقة الهنغارية في نموذج التخصيص، ومشروع نمذجة ومحاكاة حركة سيارة والتحكم بها، ومشروع نمذجة ومحاكاة مبدأ الأواني المستطرقة في الهيدروليك، و مشروع نمذجة ومحاكاة حركة سيارة والتحكم بها، ومشروع نمذجة ومحاكاة إصابة هدف ثابت، ونمذجة ومحاكاة الموجات الصوتية.
وقالت المهندسة مريم جودت فيوض رئيسة فرع اللاذقية للجمعية المعلوماتية لـ« تشرين»: إن هدف المعرض الذي تزامن مع أداء القسم الدستوري للسيد الرئيس بشار الأسد بأننا في الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية نسعى لنشر علوم المعلوماتية والإنترنت، وترسيخ شعار الأمل بالعمل عبر العديد من النشاطات والفعاليات.
وأضافت: معرضنا جزء من ذلك الهدف الكبير الذي نسعى من خلاله لتعريف مجتمعنا عامة والمختصين به، ونتطلع لمواكبة أرقى المجتمعات بتأسيس جيل يافع يشكل رافعة علمية حقيقية لمستقبل سورية.
وأوضحت فيوض أنه خلال عامي 2020 و 2021 شارك متدربو النادي في مسابقة خاصة في علوم النمذجة والمحاكاة، أطلقها النادي اختبر فيها قدرتهم على توظيف العلوم التي تدربوا عليها، في طرح حلول لمشاكل متنوعة يعانيها مجتمعنا كمشكلة «الطوابير»، ومشكلة فيروس كورونا، ومشاكل الازدحام المروري، وبعض المشاكل الاقتصادية والمناخية، وغير ذلك الكثير، واليوم مجموعة من متدربي النادي يشكلون أحد عشر فريقاً يقدمون أحد عشر مشروعاً مميزاً، يستخدمون فيها أحدث علوم العصر، لطرح استقراء رياضي علمي لحل مشاكل يومية يعانيها المجتمع.
من جهته قال الدكتور محمد خير محمد رئيس نادي النمذجة والمحاكاة: بعد إنجاز النسخة الثانية لمسابقة النمذجة الرياضية البرمجية للأطفال واليافعين للعام 2021 وبعد جهد وعمل كبير شاركت به كوادر الجمعية كلها إدارياً وعلمياً و تنظيمياً، وباتت النمذجة الرياضية قاعدة علمية واسعة بين الفئات العمرية الصغيرة التي تم التركيز عليها على نحو خاص، خلال تلك المدة، جاءت فكرة إقامة معرض مشاريع النمذجة والمحاكاة للأطفال واليافعين تتويجاً لكل هذا الجهد، وتأكيداً على جدارة ما تم تقديمه، من مادة علمية حديثة ومتقنة في إخراج أفكار خلاقة ومبدعة من عقول الأطفال و اليافعين.
وأضاف محمد: جرى تقديم تلك المشاكل بصيغ مبسطة، وتم العمل على تطوير نماذج رياضية لها خلال فترة الإعداد والتدريب، التي استمرت شهراً ونصف الشهر تقريباً، خضع خلالها المشاركون لتدريبات عالية المستوى في النمذجة والمحاكاة والرياضيات التطبيقية والبرمجة والحوسبة، وغيرها من المواضيع ذات الصلة التي تنمّي قدرات علمية عالية لدى المتلقي، وتمكّنه من مقاربة المشاكل حوله بطريقة رياضية محوسبة تساعده على إجراء التحليل المطلوب للظاهرة أمامه.

وأكد محمد أن جميع النماذج المشاركة تحاكي مسائل واقعية، وقد جرى تصميمها بشكل كامل خلال التدريبات، التي سبقت المعرض، حيث لم يتم الاستعانة بأي شكل معد مسبقاً رياضياً و لا حاسوبياً، و هي أهم ركائز العمل التي تقوم عليها ثقافة النمذجة الرياضية.
وقال محمد : نسعى من خلال هذه النشاطات لضخ الحياة في تلك العقول الغضة، عبر تزويدها بعلوم حديثة، كانت الأساس الذي بنت عليه العديد من الأمم نهضتها وتطورها، آملاً في إعداد جيل علمي يملك مهارات تفكير عالية ومقدرات علمية متطورة تساعد في تخليصنا من آثار الحرب المدمرة التي شُنت على سورية.