إن إنجاز القسم الدستوري في موعده جاء تأكيداً على ثوابت وطنية ودستورية ، وإن الانتخابات الرئاسية التي تمت بإرادة شعبية في 26/5 /2021 كانت تتويجاً لتضحيات شعبنا والجيش العربي السوري وقواتنا المسلحة وللقيم المبادئ والثوابت والانتصارات التي تحققت بفضل صمود شعبنا وقواتنا المسلحة وحكمة قائدنا الذي بفضل ثباته وشموخه وتمسكه بالوطن بقي الوطن حراً سيداً مستقلاً، وتعبيراً عن أن الجمهورية العربية السورية دولة مستقلة وأن السيادة فيها للشعب الذي يعود له وحده الحق في تقرير مصيره ، هذا ما أكده القاضي المستشار غسان أسعد لـ «تشرين» وتابع بأن موعد القسم هو بداية الولاية الدستورية القادمة والذي يتوافق مع استمرار الحياة الدستورية والتزام معاييرها المنصوص عنها في الدستور وبحيث أن الولاية القادمة تبدأ مع نهاية الولاية السابقة من دون أي انقطاع في الحياة الدستورية وأن ما كان يريده المعطلون هو أن يتم التشكيك بالشرعية الدستورية لكن إرادة شعبنا ممثلة بالسلطة التشريعية أعلنت مواعيد الترشح والانتخاب وصدرت النتائج وفق الأصول الدستورية والقانونية وبإرادة وطنية ورفض لأي إملاء خارجي تم الاستحقاق الذي عبّر الشعب من خلاله إرادته بانتخاب السيد الرئيس بشار الأسد رئيساً للجمهورية العربية السورية لمرحلة قادمة عنوانها استكمال النصر على الإرهاب وإعادة الإعمار .
لقد مرّ على هذه المنطقة الكثير من الغزاة عبر التاريخ الذين هدموا وأحرقوا ودمروا ولكنهم هزموا وبقيت سورية وستبقى كذلك وأن سورية البلد الممتد في عمق التاريخ ، وعبر نضالات شعبها في كل محطاته التاريخية ، كان ممتلكا الإحساس الصادق والرؤية الواضحة تجاه كل الاستحقاقات ، فشعب سورية يعرف حقوقه وواجباته ولا يفرط بها ، وهو الشعب الذي صمد في وجه قوى التكفير والعدوان وفي وجه القوى الاستعمارية التي دعمت الإرهاب وعملت على تقويض بنية الدولة السورية ، ورغم كل محاولات الدول الغربية وبعض الدول العربية تعطيل الاستحقاق الدستوري الذي تقرر فيه المعايير الدستورية والقانونية والوطنية وبالمواعيد المحددة ، شهدنا موقفاً وطنياً عظيماً لشعبنا في الداخل والخارج حيث إن نسبة الإقبال على صناديق الاقتراع كانت كبيرة ، ولم يستطع الإعلام الغربي إلا أن يأخذها بعين الاعتبار رغم عدوانيته وعدم شفافيته ، فشعبنا بوعيه وحسه الوطني الراقي استطاع أن يخوض الانتخاب وفق الدستور وقانون الانتخابات العامة وبإشراف قضائي كامل ، وبعيداً عن أي تدخلات وكانت النتيجة بانتخاب السيد الرئيس بشار الأسد تعبيراً عن صدق الجماهير ووعيها ووفائها لمن بقي صامداً ثابتاً من أجل سورية ووحدة أرضها وشعبها .
ورغم مرور أكثر من عشر سنوات على الحرب الإرهابية على سورية والتي شارك فيها ما يقارب مئة دولة وعملت على تدمير البنى الاقتصادية والخدمية وألحقت دماراً كبيراً بالمنشآت إلا أن إرادة السوريين كانت أكبر من طغيانهم ودمارهم بفضل تضحيات الشهداء والجرحى حيث بقي شعبنا ممتلكاً الإرادة والتصميم على الصمود لأنه مدرك صوابية رؤية دولته ومشروعية مواقفها ومواقف أصدقائها حيث تحققت الإنجازات السياسية والعسكرية ، ما استدعى تمسكاً بالنهج المقاوم والثبات على المبادئ ولتعود سورية قوة إقليمية لا يمكن تجاهلها .
قد يعجبك ايضا