إرهاب أمريكي بلبوس «إنساني»!
مع مواصلة الدولة السورية إنجاز الاستحقاقات الدستورية بمواعيدها المحددة في إطار انتصارات سياسية متلاحقة تحاكي الانتصارات الميدانية للجيش في حربه على الإرهاب، يتعالى التهويل الغربي الذي تقوده واشنطن، بإطلاق شعارات «الحرص الإنساني» على حقوق الإنسان في سورية، والتي تجاوزت أبشع أشكال الكذب والنفاق.
المزاعم «الإنسانية» الأمريكية حول «حقوق الإنسان» تدحضها الوقائع المتمثلة بالعقوبات الجائرة تحت مسمى «قانون قيصر» الذي يحارب السوريين في لقمة عيشهم ويحول دون حصولهم على احتياجاتهم اليومية من غذاء ودواء ووقود، كما يكشف بشكل صارخ انتهاك الإدارة الأميركية للقانون الدولي بشقيه الإنساني والسياسي، واستمرارها بدعم الإرهاب.
والمفارقة أن واشنطن التي تتشدق بـ«حقوق الإنسان» وتشن الحروب بزعم حمايتها، هي نفسها، بعلم الجميع، تحترف انتهاك حقوق الإنسان أينما كان، داخل الولايات المتحدة وخارجها، وخير مثال مطاردة الإدارة الأمريكية مواطنيها في الشوارع وقتلهم بدم بارد، ناهيك بارتكاب أبشع أشكال التمييز العنصري، في استنساخ متكرر لجرائم الأمريكيين الأوائل الذين أبادوا الهنود سكان البلاد الأصليين.
وعليه، ليس مستغرباً أن تنتهك واشنطن حقوق الإنسان وتوظّف الإرهاب لتنفيذ أجندتها في أي بلد يخالف سياستها ويقف عقبة أمام تحقيق أطماعها، كما ليس مستغرباً أن تسمع على لسان المسؤولين الأمريكيين شعارات طنّانة تخالف أفعالهم العدوانية على الأرض.
والمثير أن أمريكا توغل بإرهابها السياسي والاقتصادي على أعين المجتمع الدولي الذي يحابي شطرٌ واسع منه واشنطن في عدوانها الواسع على الشعب السوري، والذي تجاوز دعم الإرهاب واحتلال الأراضي ونهب الثروات إلى محاربة السوريين في لقمة عيشهم عبر «قانون» إجرامي يأتي حلقة في سلسلة من التدابير القسرية التي تفرضها الإدارات الأمريكية على سورية منذ عام 1979 للنيل من مواقفها الوطنية والقومية خدمة لمصالح الكيان الإسرائيلي.
تظن واشنطن بعقليتها الإجرامية أن استراتيجية الخنق الاقتصادي ستنجح في تطويع الشعب السوري وإيجاد طرق بديلة لتحقيق أهداف واشنطن وأدواتها في المنطقة، لكن إيقاع الميدان يؤكد فشل الرهان الأمريكي، فالسوريون على امتداد جغرافية بلادهم وحول العالم ملتفون حول وطنهم ومتمسكون بقرارهم الوطني المستقل، وخير مثال على ذلك هو الحشود الجماهيرية التي ملأت الساحات في جميع المحافظات السورية تعبيراً عن محبتهم لوطنهم ودعمهم للاستحقاقات الدستورية. ناهيك بفشل واشنطن في منع حلفاء سورية من الوقوف إلى جانبها، وعرقلة عودة سورية إلى الانتظام في المنظومة الدولية كدولة قوية مؤثرة متمسكة باستقلالها وسيادتها، وقادرة على إحباط مفاعيل «قانون قيصر» الإجرامي وتحويله إلى فرصة لتصبح أكثر قوة من خلال مواصلة عملية إعادة إعمار ما دمّره الإرهاب، والتوجه الحكومي نحو تدعيم المقاومة الاقتصادية من خلال الاعتماد على الإمكانيات الداخلية، خاصة الزراعة، وزيادة التعاون مع دول محور المقاومة والانفتاح على الشرق كالصين وروسيا.