مرحلةٌ جديدة
مرحلة جديدة ومفصليّة نقف على أعتابها بعد عشرية من الحرب والإرهاب والتدمير؛ عشرية سطّر خلالها شعبنا ومازال صفحات من التحدي والصمود جنباً إلى جنب مع أبطال الجيش العربي السوري صاحب الفضل الأكبر والأهمّ فيما نحن عليه اليوم.
تحدّيات المقبل من الأيام لاتقلّ أهميةً عن التحدّيات السابقة التي تجاوزناها، لعدة أسباب يتداخل فيها الخارجي مع الداخلي، والسياسي مع الاقتصادي والثقافي والمجتمعي، أولها المضي في محاربة الإرهاب، ومحاربة الزيف والتضليل اللذين يمارسان بحقّ سورية منذ بداية الحرب المفروضة عليها وإلى يومنا، هذا في محاولات لا تهدأ أو تستكين من أعدائها لتحقيق ما لم يتحقق لهم سابقاً.
وثانيها: تثمير الإنجازات والانتصارات العسكرية على الأرض، وكذلك السياسية من خلال إنجاز الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها المحددة بالدستور من دون أي تأخير أو إرجاء رغم الحرب، فالمسؤولية ملقاة اليوم على عاتقنا جميعاً، مع ضرورة تجاوز العثرات السابقة التي كانت في جانب كبير منها بسبب الحرب الإرهابية ومحاولة التدمير الاقتصادي التي تعمل عليها دول العدوان عبر العقوبات والحصار الجائر، وفي جوانب أخرى مكملة نتيجة الفساد وسوء الإدارة ، ماسبّب أزمات معيشية خانقة للمواطنين.
المرحلة الراهنة تتطلب العمل، وعلى نحوٍ أدق الاهتمام بركائز الاقتصاد وعوامل قوته وتالياً قوة الدولة، وتحديداً الاهتمام بالصناعة والزراعة اهتماماً كبيراً، وهذا يتماشى ويتطابق مع شعار«الامل بالعمل »عنواناً أساسياً للمرحلة القادمة، والانطلاق لاستكمال عملية التطوير والتحديث التي عرقلتها الحرب الممنهجة والهمجيّة.
لقد أثّرت الحرب، وما خلّفته من دمار كبير، كثيراً في قوة سورية الاقتصادية ، لكن الدولة السورية بقيت متمسكةً بأوراق قوتها السياسية، أيّ السيادة واستقلال القرار من دون الخضوع لأي إملاءات خارجية أو ضغوط، إذ صمدت سورية في وجه قوى عالمية مع أدواتها ومرتزقتها الذين استقدمتهم من أربع جهات الأرض، وانتصرت عليهم .
قافلة التطور والنهوض الوطني ستسير قُدماً لتبقى سورية عزيزةً شامخةً، كما كانت على الدوام ..