نار «الإيجارات»!
بات حلم امتلاك منزل حتى في (زواريب) العشوائيات أشبه بالمستحيل بل من المستحيلات الثلاثة ذاتها بالنسبة للسواد الأعظم من السوريين, الذين بات سقف أحلامهم في سنوات الحرب على سورية الحصول على كفاف يومهم من دون ترتيب ديون إضافية, فكيف بامتلاك منزل ؟! هكذا يتمتم أبو أحمد محدّثاً نفسه ولكنه يبقى حلماً في حال كتب له القدر وتحقق يعني أنه ارتاح من (نق) مالك المنزل، بدءاً من رفع الأجرة وانتهاء بالفترة المعهودة (أمامكم ) شهر لتقرروا وإما الشارع..
في الحقيقة أصبح امتلاك أربعة جدران وسقف هو حلم بعيد المنال، بسبب الإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية والتي جعلت الأسعار ضرباً من الجنون وكذلك الإيجارات الحالية من الصعب تصديقها، ولا خيار ثانياً أمام من يعيش متنقلاً وخاصة بعد تدمير العصابات الإرهابية مناطق بأكملها.
أمام هذا الواقع المرير لابد من العمل على جبهات متعددة ولكل أفراد الأسرة, وإيصال الليل بالنهار لتأمين الإيجار المتفق عليه أولاً، ومن ثم تأتي متطلبات الحياة اليومية بحدودها الدنيا بما يبقيهم أحياء على وجه هذه البسيطة، ناهيك بمشاعر القلق والتوتر التي تنتاب المستأجر على مدار اليوم، من أي قرار مفاجىء لرفع الأجرة والحجج جاهزة هكذا هي (الأسعار الرائجة ) في هذه السوق التي تخضع لقانون العرض والطلب و(الذي زاد الطين بلة) الضريبة الجديدة في قانون البيوع العقارية على البيوت المستأجرة ..كان الأجدى وضع تشريع قانوني يحمي المواطن (المسكين) الذي قد يبقى طوال حياته متنقلاً من منزل إلى آخر، من دون أن يحقق الأمنية المستحيلة بامتلاك منزل ليبقى هدفه اليتيم حماية أسرته من التشرد وبالحد الأدنى العيش بالإيجار.