سلاح التعطيش
ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها الاحتلال التركي سلاح المياه لتعطيش أكثر من مليون مواطن سوري في محافظة الحسكة كعقاب جماعي لمواقفهم الداعمة لحكومتهم والرافضة للاحتلال التركي، فمنذ غزو قوات رجب أردوغان شمال سورية عام 2019، واحتلاله رأس العين، وهي توغل بمساندة المرتزقة الإرهابيين، بتكرار عمليات قطع المياه عن الحسكة في ورقة ضغط وابتزاز يمارسها النظام التركي.
أزمة مياة خانقة ترخي بثقلها لتزيد معاناة الأهالي المنتشرين على طول خط مياه الجر من علوك في رأس العين وصولاً إلى الحسكة ومناطقها، في ظل استمرار الاحتلال التركي للشهر الثاني على التوالي بالتحكم بضخ المياه من محطة علوك وتحكّم مرتزقته الإرهابيين بإيقاف عمليات ضخ المياه إلى الأهالي في مدينة الحسكة وريفها.
أمام الصمت الدولي المخزي، لا تقتصر الانتهاكات التركية على تعطيش الأهالي فحسب، بل تتجاوزه لقيام قوات الاحتلال التركي بمساندة المرتزقة الإرهابيين بعمليات سلب ونهب للموارد السورية، ناهيك باختطاف عدد من الأهالي في ريف الحسكة وإجبارهم على القتال في صفوف التنظيمات الإرهابية.
ليس خافياً على أحد، أن ما يجري من انتهاكات تركية يأتي في سياق المخططات التي يحوكها نظام أردوغان تنفيذاً لمخططاته وأهدافه العدوانية، الهادفة إلى تهجير الأهالي والاستيلاء على المزيد من الأراضي والبيوت ، في محاولة لتغيير الواقع الديموغرافي في هذا الجزء من الوطن السوري، تمهيداً لمنحها للإرهابيين وأسرهم في سيناريو مكرر لما فعله في منطقتي رأس العين بريف الحسكة وعفرين بريف حلب.
المريب ، أنه في الوقت الذي أدانت فيه سورية مراراً وتكراراً عبر المحافل الدولية الانتهاكات الصارخة التي يمارسها النظام التركي وإرهابيوه، بوصفها جرائم حرب موصوفة تصل للإبادة الجماعية التي تستهدف الأهالي في شربة مائهم لابتزازهم في متطلبات الحياة الأساسية، يلتزم المجتمع الدولي الصمت حيال الممارسات الإجرامية التي يقوم بها نظام أردوغان، وكأن صور وأصوات أهالي الحسكة وخاصة الأطفال والشيوخ المنهكين من العطش في رحلة البحث عن المياه لاتصل إلى المسؤوليين الغربيين الذين يتشدقون جهاراً و نهاراً بحقوق الإنسان.
يتجاهل المجتمع الدولي أن الحلّ الوحيد لإنهاء هذه المعاناة هو إخراج المحتل التركي ومرتزقته، وغير ذلك تعدّ حلولاً مؤقتة واستمراراً للأزمة التي ستتحول لكارثة بشرية تهدد حياة أكثر من مليون شخص، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة وانتشار فيروس “كورونا”.