هذه أسباب ارتفاع أسعار البيض ..!
سجل سعر صحن البيض في أسواق مدينة دمشق وريفها ارتفاعاً كبيراً ليصل سعر البيضة للمرة الأولى إلى 300 ليرة، بعد أن استقر سعرها لفترة طويلة على 200 ليرة، ليصل سعر صحن البيض إلى حدود 9 آلاف ليرة، ليصبح حديث المواطنين اليومي وشغلهم الشاغل يدور حول أسباب ذلك الارتفاع غير المعقول والكبير في سعر المادة.
اختلاف الأسعار
وفي جولة لمحررة صحيفة «تشرين» في عدد من محال منطقة المزة وجدنا عدم وجود سعر موحد لمادة البيض إذ يباع صحن البيض مابين 8000 إلى 8500 ليرة، في حين تباع البيضة بالمفرق مابين 275 إلى 300 ليرة، وأشار عدد من أصحاب المحال إلى أن سبب عدم وجود تسعيرة موحدة لمادة البيض واختلاف سعر مبيعها من محل إلى آخر سواء أكان المبيع بالصحن أم البيضة هو الوزن فهو من يحدد سعر المادة، وأكد أصحاب المحال أن ارتفاع سعر المادة سببه أيضاً ارتفاع التكاليف الأخرى بدءاً من ارتفاع تكاليف النقل والعمال وارتفاع تكاليف الإنتاج، مشيرين إلى أن ارتفاع أسعار المادة أدى إلى انخفاض إقبال المواطنين على الشراء بالصحن وتوجههم إلى شراء المادة بالبيضة الواحدة.
انخفاض الاستهلاك
المواطنة رهف سليمان أشارت إلى أنه ليس هناك سبب مقنع لارتفاع أسعار البيض، ولاسيما أننا ننتج المادة بكميات كبيرة وكافية لجميع الأسواق ونحن في ذروة الإنتاج، مضيفة: إن سبب ارتفاع أسعار المادة هو غياب ضمير من يحتكر بيع المادة في السوق إضافة إلى ضعف الرقابة على الأسواق، مشيرة إلى أن ارتفاع سعر البيض أدى إلى انخفاض استهلاك الأسرة من هذه المادة الغذائية المهمة لاسيما للأطفال، وباتت الكثير من الأسر تشتري البيض بالمفرق وبالبيضة الواحدة، مطالبة (حماية المستهلك) بضرورة التشديد على الأسواق لردع المخالفين.
أسباب ارتفاع أسعارها
ولمعرفة أسباب ارتفاع أسعار البيض والإجراءات المتخذة من قبل (حماية المستهلك) لضبط الأسواق تواصلت «تشرين» مع محمد باغ – مدير حماية المستهلك بوزارة التجارة الداخلية الذي أكد لنا أن هناك نشرة سعرية يومية تصدرها مديريات التجارة الداخلية في المحافظات في كل يوم تتضمن تسعيرة خاصة بكل محافظة فقد تم تسعير صحن البيض بمدينة طرطوس بـ8600 ليرة وزن 1800غ، وفي دمشق بـ8400 وفي حمص بـ8400 ليرة.
وأوضح باغ أن من أهم أسباب ارتفاع أسعار البيض هو خروج بعض المربين عن العمل وتناقص عددهم إلى حد كبير، إضافة إلى التصدير للدول المجاورة، ولكن الحكومة تعمل الآن على دعم هذا القطاع من خلال توفير المستلزمات لهم، مؤكداً أن دوريات حماية المستهلك تقوم يومياً بجولة على الأسواق للتأكد من مدى التزام البائعين بالنشرة الصادرة.
توصيات لتخفيض أسعارها
من جهته عضو مجلس إدارة جمعية حماية المستهلك في دمشق وريفها عامر ديب أوضح لـ«تشرين» أن غلاء مادة البيض له سببان الأول واقعي ويتمثل في وجود المداجن ومعظم أماكن تربية الثروة الحيوانية بشكل عام في مناطق بعيدة عن المناطق الزراعية، ما يؤدي إلى عدم توافر المواد الأولية (العلف) لها، وعلى سبيل المثال مداجن ريف دمشق تتركز في منطقة صيدنايا وهي منطقة فقيرة بالغطاء النباتي، وطالب ديب لمعالجة هذا السبب بأن يتم نقل أماكن تربية الدواجن والمواشي إلى المناطق الزراعية في الساحل السوري وأرياف حماة وحمص وحلب وذلك لحل هذه المشكلة، وتسهيل حركة التداول الداخلي بين المحافظات.
وذكر ديب أن سعر الخروف انخفض إلى 250 ألف ليرة بعد أن كان 750 ألفاً بسبب كسر السعر في مناطق الساحل الغنية بالغطاء النباتي، وقلة تكاليف تربية المواشي فيها. وتابع ديب: السبب الثاني هو قرار تصدير الألبان والأجبان والبيض وهو الذي سبّب تضخم أسعار تلك المواد بشكل كبير لأن عمليات تصدير هذه المواد تمت بشكل غير متوازن، وطالب ديب لحل هذه المشكلة بربط التصدير بالقيمة السعرية، وليس بحجم الإنتاج فالمادة التي تعاني من ارتفاع سعرها يجب وقف تصديرها مباشرة، والعكس صحيح، وذلك من خلال اعتماد آلية وضع حدين للسعر، أدنى إذا انخفضت السلعة عنه يسمح بتصديرها، وأعلى إذا تجاوزته السلعة يتم مباشرة وقف تصديرها.