نحو الجولة السابعة
مرة جديدة، عادت الوفود المجتمعة في فيينا حول إعادة إحياء الاتفاق النووي مع إيران إلى عواصمها للتشاور حول آخر المستجدات التي خلصت إليها الجولة السادسة المنتهية مؤخراً، حيث لم يكتب لها أن تكون الأخيرة وسط اختلافات بين الأطراف المجتمعة مع ترحيل الملفات العالقة إلى جولة جديدة سابعة قد تكون الختامية وفقاً لما يتم تداوله.
ترميم الثقة بين الجانبين الإيراني والأميركي يبدو غاية في الصعوبة في الوقت الحالي وفقاً لما تشهده فيينا مع استمرار واشنطن بطرح بنود إضافية على بنية الاتفاق الأساسي الموقع عام 2015 مع المزيد من الضغوط المترافقة مع حزمة العقوبات المفروضة على طهران.
السياسة ذاتها تتبناها واشنطن منذ بدء عملية التفاوض بل حتى قبل ذلك بكثير أي إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لا تزال تماطل إلى حد كبير رافضة التقدم ولو خطوة واحدة باتجاه الخروج عن سياسة الرئيس السابق دونالد ترامب مع طهران والذي مزق الاتفاق واعتمد سياسة عقوبات غير مسبوقة على الشعب الإيراني وبالوقت ذاته تقول “إنها ستمضي قدماً في محادثات فيينا لأنها تصب في مصلحة الولايات المتحدة”.
إن كانت المماطلة التي تعتمدها إدارة بايدن خلال الأسابيع الأخيرة من عمر محادثات فيينا تهدف إلى انتظار إن كانت السياسة الإيرانية ستحمل اختلافاً مع وصول رئيس إيراني جديد إلى الحكم إثر الانتخابات الرئاسية الأخيرة وبالتالي حدوث تغيير في موقف طهران، فإن استغلال هذه النقطة غير مجدٍ بنظر المراقبين، لأن الثوابت الإيرانية لا تتغير مع تغير الرؤساء، حيث ثبتت طهران على حقوقها التي يؤمنها الاتفاق النووي, مؤكدة على الدوام أن عودتها إلى الالتزام ببنود الاتفاق النووي كاملاً مرتبطة برفع حقيقي للعقوبات وهذه قاعدة إيرانية ثابتة.
وبناء عليه لن تقبل طهران شروطاً إضافية ولن تتراجع عن حقوقها كذلك لن تقبل استنزافاً في عملية التفاوض رغم تمسكها بضرورة التوصل إلى صيغة تفاهم دولية تعيد إحياء الاتفاق النووي.
ورغم انتهاء الجولة السادسة بعدم إعلان الاتفاق النهائي لم يغب التفاؤل عن الوفود المشاركة بخلاف الموقف الأمريكي الذي عبر عنه مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان بقوله: إن بلاده ترغب في إعادة (فرض القيود) على برنامج إيران النووي وفق الاتفاق الأصلي، ومن ثم التفاوض بشأن اتفاق أشمل، وهو الأمر الذي ترفضه طهران..