من فمك أدينك
“زلة لسان” أوقعت رئيس النظام التركي رجب أردوغان في شر أعماله العدوانية على مدى أكثر من عشر سنوات من الحرب الإرهابية على سورية.
فقد اعترف أردوغان في كلمة له خلال افتتاح منتدى أنطاليا الدبلوماسي بقوله: “لم نحصل على الدعم الذي توقعناه من المجتمع الدولي في جهودنا لزعزعة استقرار سورية”.
أردوغان، بهذا الاعتراف الواضح والصريح يؤكد لمن لازال يشك أنه من المسؤولين عن زعزعة الأمن والاستقرار في سورية. الزلة التي جاءت في أعقاب سلسلة فيديوهات فضح خلالها زعيم المافيا التركي وضابط الاستخبارات السابق سادات بكر حجم تورط نظام أردوغان في سورية ودعمه للتنظيمات الإرهابية، مدللاً بتفاصيل عمليات تهريب السلاح إلى تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي بالتنسيق مع المخابرات التركية.
ما جاء على لسان أردوغان لم يكشف جديداً أو مستوراً وإنما يؤكد المؤكد على الأقل بالنسبة لسورية التي أكدت مراراً للمجتمع الدولي على مدى السنوات العشرة الماضية امتلاكها الأدلة الدامغة لتآمر نظام أردوغان على زعزعة استقرار سورية خدمة لأطماعه العدوانية، حيث استقدم هو وحلفاؤه آلاف الإرهابيين من أربع جهات الأرض ودعمهم ودرّبهم وسلّحهم وزجّهم في الأراضي السورية ليشيعوا الفوضى ويوغلوا في القتل والتخريب، قبل أن يعمل على إدماجهم في قواته لشن أعمال العدوان واحتلال أجزاء واسعة من شمالي سورية وسرقة ونهب مقدرات الشعب السوري وثرواته وموارده الطبيعية، بما فيها الآثار والنفط والغاز والمصانع والآليات والمحاصيل الزراعية.
ناهيك عن الإيغال بممارسة التهجير والتغيير الديمغرافي والتتريك، واستخدام مياه الشرب كسلاح لتعطيش المدنيين، وقيامه والتنظيمات الإرهابية العميلة له بحرق مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، وما يرتبط بذلك من جرائم تهدف لحرمان الدولة السورية من مواردها الأساسية وإطالة أمد معاناة السوريين وعرقلة الحل السياسي.
منذ بداية تأكيد سورية في المحافل السورية على الدور العدواني والإرهابي لنظام أردوغان، ومطالبة المجتمع الدولي بكل هيئاته ومنظماته بمساءلة هذا النظام عن انتهاكاته للقانون الدولي وجرائم الحرب التي يرتكبها، لم يحرك المجتمع الدولي ساكناً للجم نظام أردوغان من توسيع رقعة تدخلاته العدوانية وجرائمه الجسيمة ودعمه للإرهاب الذي تجاوز حدود سورية إلى العديد من دول المنطقة ليشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين.
وأمام هذا الصمت الدولي وسّع نظام أردوغان رقعة دعمه للإرهاب وتدخلاته العسكرية، ومن المعلوم للجميع أن التوغلات العدوانية التركية ما كان لها أن تحدث لولا الحماية التي توفرها الدول الأعضاء في “ناتو” لحليفها التركي على غرار الحصانة التي منحتها للاحتلال الإسرائيلي للإيغال في العدوان ضد الشعب الفلسطيني.