لُغة الانتصار
لا تزال نتائج الانتخابات الرئاسية في سورية محط اهتمام عالمي، حيث ثبّتت دمشق بنتائج هذه الانتخابات قوتها السياسية والعسكرية بجهود أبنائها الذين حسموا خيارهم بإرادتهم الحرة.
الاهتمام الذي تلقاه نتائج الانتخابات على الصعد كافة يؤكد أنها لم تكن مجرد انتخابات لرئيس جديد, بل تتعدى ذلك بكثير, فقد كانت نقطة مفصلية في الحياة السورية بشكل عام بعد ما يزيد على عشر سنوات من حرب إرهابية وحصار ظالم, وكانت أيضاً نقطة تحول بالمعنى الحرفي للكلمة, تحول نحو نهوض الدولة وثباتها وصيانة مؤسساتها وعدم الانزلاق نحو التفكك والانهيار مع الحفاظ على سيادة الدولة بوجود رمز يمثلها أجمع السوريون على منحه الثقة لقيادة البلاد بعد أن اختبروه جيداً في أحلك الظروف وكان على قدر التحديات والمسؤوليات ووجدوا فيه كل ما يطمحون إليه للوصل إلى مستقبل أفضل, ففي الحرب تكتشف معادن الرجال.
كما كانت الانتخابات الرئاسية نقطة تحول في منطقتنا حيث تمركزت دمشق في موقعها المحوري الرائد بعد أن كان مخططاً ليكون هذا لكيان الاحتلال, وكانت هذه الأسباب من ضمن العوامل الجوهرية لاختيار الشعب السوري للرئيس الأسد لكونه يمثل القوة السياسية والعسكرية التي حققت الانتصار الأهم في المعارك, ولكونه القائد الذي استعاد زمام المبادرة, فحافظ على مكانة سورية وبالتالي أفشل المخطط الذي كان مرسوماً لمنطقتنا والقائم على التفتيت والتبعية والاحتلال سواء المباشر أو غير المباشر.
ومن هنا يشعر بعض الغرب ومن ساهموا في الحرب على سورية وخاصة من يواصلون صراخ وسعار الاستنكار للانتخابات ونتائجها بالقلق الكبير لأنهم فوجئوا بدرجة الصدمة من رؤية السوريين بكامل القوة والكرامة والعنفوان ينتخبون ويحتفلون في الساحات بعد أن كانوا يوهمون أنفسهم برؤية غير هذا.
يوم بعد آخر يتعزز انتصار السوريين وإطاحتهم بكل الرهانات والمخططات، فالشعب السوري وعبر ملحمته الأخيرة هو سيد الموقف محارب شديد البأس في الميدان ومدافع عنيد في السياسة هاجسه الانتصار.