هنا سورية
رسم السوريون خريطة طريق إلى المستقبل كما يريدون بإرادتهم الحرة وروحهم المفعمة بالتحدي والصمود بوجه كل الضغوط والعقوبات التي حاربتهم بلقمة عيشهم، وذلك من خلال المشاركة في الاستحقاق الرئاسي والالتفاف الجماهيري حول الرئيس بشار الأسد، للانتقال إلى مرحلة جديدة عنوانها الأمل بالعمل، لتعود سورية أفضل مما كانت عليه قبل الحرب الإرهابية التي لم تنل من عزيمة هذا الشعب ولم تشوّش على قراره المستقل.
مشاهد الاحتفالات الشعبية العفوية التي عمّت الجغرافيا السورية وأعادت صورة الحشود الجماهيرية التي رفعت صوت الوطن عالياً، أثبتت مجدداً أن الوطن يعلو ولا يعلى عليه، وأن الفرح يليق بهذا الشعب الصامد.
لقد أكد شعبنا من خلال مشاركته اللافتة في هذا الاستحقاق وعفويته الواضحة أنه هو من يقرر مستقبل بلده، وأرسل الرسائل بكل اتجاه حول قدرته على الصمود والتحدي، وتكريس سيادته الوطنية بقراره المستقل الحر بعيداً عن أي إملاءات خارجية.
من الساحات والشوارع، من الصدور قبل الحناجر، علت صيحات السوريين ابتهاجاً بالنصر الذي أذهل العالم، فالمهمة الوطنية بإنجاز الاستحقاق الرئاسي أنجزت، والرسالة المدوية وصلت إلى العالم بأسره وخاصة لأعداء الوطن والمتآمرين عليه رغم محاولتهم صم آذانهم وإغلاق أعينهم حتى لا يروا ولا يسمعوا رد السوريين على مخططاتهم ودسائسهم، لكنهم في قرارة أنفسهم أقروا بفشل سياساتهم أمام صمود هذا الشعب.
بعد إنجاز الاستحقاق الرئاسي والالتفاف الجماهيري المبهر حول قائد الوطن، فإن المرحلة المقبلة حافلة بالعمل المستمر والمقاومة والصمود، مرحلة سيفرض السوريون أنفسهم أيضاً إيقاعها لتكون نقطة انطلاق جديدة لسورية التي كانت دائماً وأبداً قلب العروبة النابض وشريان محور المقاومة وموئل الأحرار حول العالم، وسداً أمام محاولات الهيمنة.
آخر رهانات قوى العدوان سقطت، وأثبت أبناء الوطن، أنهم من يصنعون الانتصار والفرح وهذا هو الرد على كل الأعداء بإيقاع سوري تحت علم ضم شمل البلاد رغم أنوف المتآمرين والكارهين.