السوريون يبهرون العالم
على مسافة يومين فقط، نترقب الاستحقاق الرئاسي بفارغ الصبر، وقد أعددنا العدّة جيداً ليكون عرساً سوريا وطنياً بامتياز، يقود بلدنا إلى مرحلة جديدة ستفرض بموجبها إيقاعها على الساحتين الإقليمية والدولية.
ما قدمه السوريون داخل الوطن وخارجه تمهيداً للاستحقاق، يعد رسالة واضحة للعالم بأسره، مفادها أن الشعب السوري هو صاحب الشرعية والسيادة، وأنه سيمارس حقه الدستوري وواجبه الوطني من خلال الإدلاء بصوته في صندوق الاقتراع بكل حرية واستقلالية، ليمنح ثقته لمن يراه الأجدر بحمل الأمانة وبناء مستقبل سورية وأبنائها الحالمين بعودة بلدهم إلى أفضل مما كانت عليه قبل الحرب الإرهابية.
المشهد الذي لفَّ العالم وهو يعيد إنتاج صور آلاف السوريين وهم ينتظرون أمام سفارات بلادهم ليتمكنوا من الاقتراع، تؤكد عمق انتماء هؤلاء لوطنهم وحرصهم على المشاركة في الاستحقاق والتمسك بالقرار الوطني المستقل من جهة، كما تؤكد سير العملية الانتخابية وفق معايير النزاهة والشفافية.
لقد أجمع أبناء الوطن في الداخل والخارج على الإرادة الحرة والقرار السيادي في أبهى حال اعتاد عليه السوريون، ورغم قيام قلة من الدول المعادية لسورية بحرمان السوريين من حقهم الدستوري فإن السوريين زحفوا بكثافة إلى سفارات بلدهم ليعبروا عن عمق الانتماء للوطن.
اللافت هو هذا الالتفاف الشعبي الحاشد لأبناء سورية في الخارج وهم يدلون بأصواتهم دعماً لبلدهم، وسط تأكيد الكثير منهم رغبته العارمة بالعودة إلى الوطن بعد الاستحقاق ليشاركوا ببنائه معاً وإعادة إعمار ما دمره الإرهاب وداعميه.
التفاف شعبي تأكد في تصويت أبناء الوطن في الخارج، يوازيه التفاف شعبي على كامل الجغرافية السورية يوحّد الصوت ويربط حبل السرة السوري عبر الحدود، ويضرب موعداً الأربعاء القادم لتتزين سورية بمحبة شعبها الذي سيثبت مرة أخرى أنه شعب صامد، وصاحب إرادة لا تقهر ولا تلين مهما زادت الضغوط وتكالبت قوى الشر للنيل من عزيمته وقراره السيادي المستقل.
سيبهر السوريون العالم بالتفافهم حول بلدهم، وسيكون هذا بداية مرحلة جديدة عنوانها أن سورية ماضية نحو المستقبل، وأن الثالوث السوري المقدس المتمثل بالشعب والجيش والدولة سينتصر مجدداً في مراكز الاقتراع كما انتصر في الميدان.