كتّاب لـ«تشرين»: الاستحقاق الرئاسي دليل نصر وتعافٍ

قال الباحث د. محمد الحوراني- رئيس اتحاد الكتّاب العرب في سورية في تصريح لـ«تشرين»: إن الاستحقاق الرئاسي السوري لعام ٢٠٢١ هو واحد من أهم المفاصل في تاريخ سورية خلال العقد الأخير، ذلك أن الحرب التي شُنت على بلدنا الحبيب لم تستهدف جيشه واقتصاده وثقافته وفكره وتربيته فحسب، وإنما استهدفت مؤسساته الدستورية أيضاً، وكان الهدف من وراء هذا تقويض المؤسسات القانونية والدستورية في البلد، لذا فإن الشعب السوري والمتابعين لمجريات الأحداث فيها تابعوا خلال السنوات العشر المنصرمة حرص الدولة السورية على إقامة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحلية وانتخابات النقابات والمنظمات والاتحادات في أوقاتها، لأن هذا جزء أساس من مقاومة المشروع الإرهابي التخريبي الهادف إلى القضاء على مؤسسات الدولة السورية.
ورأى د. الحوراني أن المشاركة في الانتخابات وبكثافة من شأنها أن تدحض المزاعم الغربية التي حاولت إفشال الانتخابات حتى قبل حدوثها لأسباب وحجج واهية، سيفشلها الإقدام السوري الكبير على المشاركة في الانتخابات يوم ٢٦ أيار ٢٠٢١.
وأضاف: هذا الشعب يدرك بعمق بصيرته أن مشاركته في الانتخابات هي جزء من الحرب على الإرهاب الذي أراد لسورية، كل سورية، أن تتمزق وتتفتت وتنهشها الفوضى والحروب، إلا أن هذا الشعب، وكما كان في السنوات العشر الماضية، سينحاز إلى دولته ومؤسساتها وإلى من يحافظ عليها، ويحافظ على دماء الشهداء التي روت تراب الوطن، وحافظت عليه من الضياع، وما علينا إلا أن نصون حرمة هذه الدماء ونحافظ على قدسيتها من خلال المشاركة في الاستحقاق الرئاسي.
الباحث والكاتب د. بكور عاروب – منسق المركز السوري للبحوث والدراسات، قال لـ«تشرين»: عندما نتحدث عن الاستحقاق الرئاسي كأي استحقاق دستوري قائم في الدولة فيجب أن نسأل عن «مجمل الاستحقاق ومعناه، لماذا كانت الحرب على سورية، وما معنى أن تتمكن الدولة السورية من تنفيذ كل الاستحقاقات ومن بينها الاستحقاق الرئاسي بتفاعل وطني كبير ومتكامل؟».
وأضاف: تنفيذ كل الاستحقاقات يدحض السبب الرئيسي للحرب على سورية بمحاولة إيصالها إلى حالة الدولة الفاشلة، لكن ما حصل هو أن الدولة السورية استطاعت خلال فترة الحرب عليها أن تصل إلى مرحلة أساسية بحصر الإرهاب في مناطق معينة، واستطاعت أيضاً أن تستعيد مركزية الدولة كشرط أساسي لأي إصلاح، فلا يمكن تحقيق الإصلاح في شروط القلق وتفرّق الإرادات الوطنية، لذلك كانت مركزية الدولة شرطاً أساسياً لوجود إرادة متوحدة، عندما يتم تنفيذ هذه الاستحقاقات في ظل إرادة وطنية جامعة، فهذا يعني أن الدولة السورية انتصرت وحافظت على الشرط الأساسي لبقائها وقوتها، تنفيذ الاستحقاق التعبير الأجمل على أننا نسير في طريق التعافي والنصر النهائي.
وشرح د.عاروب: في الوقت ذاته جاء إقبال السوريين على المشاركة في الانتخابات في عدة عواصم بالعالم وما جرى في بيروت مؤخراً، كل هذا يؤكد أن السوري مرتبط دائماً بوطنه وأرضه، وهو أمر يبعث السعادة والأمل بأن هذا الشعب لا يمكن تقسيمه وسيسير دائماً باتجاه الخير والإنجاز وتنفيذ الإرادة الوطنية السورية، فتنفيذ الاستحقاق الرئاسي والمشاركة في الانتخابات دليل على أن السوريين يكملون دورهم ومشروعهم الحضاري في ظل دولة متماسكة حيّة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار