مستمرون بالعمل
مجرد الوصول إلى إجراء الاستحقاق الدستوري الرئاسي في موعده المحدد، هو انتصار بحد ذاته بكل ما تحمل الكلمة من معنى، لذلك فالنتيجة وكل ما يأتي بعدها سيكون انتصاراً مضاعفاً -إن راق للبعض في الخارج أم لم يرق- فبالنهاية الكلمة لنا وحق لنا بعد سنوات من الصمود والصبر والتحدي.
كان لابد بعد النضال والانتصار في الجبهات والميادين، أن يقابل ذلك انتصار سياسي يصون الحقوق ويكون كعربون وفاء لتضحيات جيشنا الباسل، وبمثابة انتصار على الحرب والعقوبات الاقتصادية الظالمة التي فرضت علينا، وهذا يتمثل بإنجاز الاستحقاق الذي هو تأكيد على السيادة والحرية، وعلى هويتنا الوطنية واستقلال قرارنا..
طبول المعارضة للانتخابات تُقرع قبل أن تصل الأمور إلى خواتيمها، بينما الخاتمة بالنسبة لنا أنجزت تقريباً، نحن كسوريين مستمرون، نتأهب لخوض المرحلة المقبلة وترميم ما دمرته الحرب الكونية الإرهابية وإعادة الإعمار والنهوض سياسياً واقتصادياً ومجتمعياً، بما يؤسس لمرحلة أكثر فعالية مع استكمال مسيرة التطوير والتحديث التي عرقلتها الحرب وأدت إلى إيقاف عجلات إنتاجها في مكان ما، من دون الاستماع والاكتراث بكل ما قيل وسيُقال فهذا نتوقعه وليس غريباً أو جديداً علينا.
الشرعية هي ما نمارسه في الحفاظ على المؤسسات والحياة السياسية التي كفلها الدستور والمعبر عنها في صناديق الاقتراع، وبكل ما أوصل إلى هذه الاستحقاق وغيره من الاستحقاقات التي سبقته، والتمسك بالثوابت والحقوق كما الواجبات والمضي في إنجازها، وهو ما شكل ضربة قاصمة للقوى المتآمرة والمستمرة في تآمرها.
لقد تم تجاوز أصعب المراحل وأخطرها، وتنتظرنا صعوبات، لكن الفارق اليوم بين هذه المرحلة وما سبق، أن المؤامرات الخارجية باتت مستهلكة، والفارق أيضاً الإصرار السوري على المضي قدماً بعزيمة وثبات وإرادة لم ولن تُكسر.
نحن مستمرون.. مستمرون في محاربة الإرهاب وكل من يدعمه ويقف خلفه، مستمرون في تحصين سيادتنا واستقلالنا وحريتنا.. نُنجز الحاضر وعيننا على المستقبل لمصلحة بلدنا.