دراما تسبح على الشاطئ ..!
خيبةٌ مُضاعفة رافقت متابعي مسلسل “الكندوش” تأليف الفنان حسام تحسين بيك وإخراج سمير حسين، ليس لأن العمل يشبه السباحة على الشاطئ فحسب بل لأنه من غير المفهوم كيف يفقد النص والإخراج معاً البوصلة؟، لتغدو المشاهدة نموذجاً للتسلية المفرغة من أي قيمة فلا صراع مُحكم ولا حكاية جديدة عدا عن وصمة التكرار التي لا يبدو أن هناك من بذل جهداً ما للتحايل عليها، وإذا كانت دراما البيئة الشامية تمتلك رصيداً قديماً من المتابعين والمهتمين، فيُفترض أن يدفع هذا الأمر القائمين على أي عمل من النوعية ذاتها لاستثمار القاعدة الجماهيرية المُترقبة سلفاً، لكن ما حصل هو تكرار لأفكار لا يمكن لها وحدها أن تنهض بدراما تمتلك مقولة ما، منها مثلاً فكرة “الحرامي” بسذاجتها غير المفهومة أو حتى ما يتعلق بـ رمزية “الكندوش” المُبهمة على مدار الحلقات إذا ما سلّمنا فعلاً بأن حضوره أبعد من مجرّد ديكور.
وإذا كانت قصص الحب محاولة للتجديد أو تحريك الراكد فهي أقرب للإقحام أو الزركشة في غير مكانها، طالما أنها غير متماشية مع السياق الزماني والمكاني للعمل، فكيف لنا أن نفهم الشخصية التي تؤديها الفنانة سلاف فواخرجي دون أن نضعها في ميزان واحد مع بقية الشخصيات النسائية، كُلّها تخضع لضوابط مُجتمعية واحدة، مقياسها واحد في فضاء “الحارة”، وهو ما ينسحب أيضاً على قصة الحب عبر الرسائل إلا إذا أراد صنّاع العمل “حارة” خاصة بهم، وفق مبدأ “الحكاية” المُتبرئة أصلاً من التاريخ، بمعنى أنّ حرية الخيال والبناء تتيح لها كل شيء.
ولأن الخيبة مُضاعفة، انحازت بعض الشخصيات لأداء شبه كوميدي فيما ذهبت أخرى نحو المبالغة، ما جعل الأداء المدروس حكراً على أقليّة أرهقتها الأحداث البطيئة المُشتتة والحوارات الضعيفة. فهل نلوم النص أم الإخراج؟ ربما هو الاستسهال، وإلا كيف يمكن لأسماء فنية كبيرة هذه الحصيلة من الضياع في زمن لم تعد فيه الأخطاء سهلة التبرير.