منطق الواثق
أصحاب الأرض يبقون فوق الأرض يناضلون ويقاومون، والمارقون شذّاذ الآفاق الذين لا يرتبطون بتاريخ ولا جغرافيا يختبئون تحت الأرض يكبلهم الخوف والذعر من المصير المجهول.
يقاوم المقدسيون المحتل الغاصب بشتى الوسائل والإمكانات المتاحة، ويهرع المستوطنون إلى الملاجئ.. هي معادلة كرستها صواريخ المقاومة الفلسطينية وكرسها أبناء الشعب الفلسطيني، بتمسكه بأرضه ومقدساته والدفاع عن الحق المشروع في وجوده، رداً على البلطجة الإسرائيلية التي تشهدها الأرض الفلسطينية وبالأخص القدس، وما يجري من محاولة تغيير ديمغرافي وتطهير عرقي وسلب للأراضي والممتلكات زوراً وبهتاناً كأحد أهداف ما يسمى “صفقة القرن”.
السؤال عن موقف المجتمع الدولي مما يتعرض له الشعب الفلسطيني من انتهاكات، وعن بعض الدول العربية التي ارتضت التطبيع أصبح مستهلكاً ومن الماضي، فالمجتمع الدولي يقف صامتاً عاجزاً دائماً، وعندما ينطق يأتي على الجمع بين الطرفين أي يدعو الفلسطينيين و”الإسرائيليين” لتهدئة الأوضاع متجاهلاً الجرائم الإسرائيلية وأن الفلسطينيين أصحاب الأرض، وبعض الدول العربية المطبّعة اكتفت بالتنديد خجلاً، بينما يدير الشعب الفلسطيني ظهره لأولئك وسط كل المخاطر المحدقة به، مستكملاً مسيرة النضال والمقاومة حامياً لأرضه ومقدساته، واضعاً نصب عينيه إقامة دولته المستقلة.
القضية الفلسطينية لم تختفِ، والقول لرئيس الاستخبارات العسكرية الصهيونية السابق عاموس يادلين، وفي هذا أكبر انتصار للقضية وتكريس لهذا الانتصار، مقابل هزيمة العدو الغاصب و”صفقة القرن”، كما هو إقرار بأن موجات التطبيع و”الحماية” الأمريكية لكيانها المصطنع لم تؤت أكلها، وأيضاً هو إقرار يحمل في طياته الخوف من القادم.
هبّة أو انتفاضة القدس وما غيرته من موازين ومعادلات فرضت بقوة على المحتل، يجب أن تكون الطريق الصحيح لكل الفلسطينيين، فانتفاضة الشعب الفلسطيني والدماء التي سالت تستوجب الارتقاء إلى مستوى هذه الدماء وهذه الحقوق.
القدس تكلّمت بصوت أبنائها والصوت هزّ أرجاء الأرض، لتؤكد للمحتل أننا هنا، هذه أرض أجدادنا والمحتل عابر طال الزمن أم قصر.
منطق المقاومة الواثق، المؤمن بسلامة الخطط والنهج، المؤمن بأن الرد ممكن وموجع، وقادر على إرباك ساحة الكيان هو الذي انتصر وأسس لما هو قادم.