لم يأت الرئيس الأمريكي جو بايدن بجديد في خطابه الأول بعد المئة يوم، كان متوقعاً منه أن يركز على موضوعات على شاكلة “القاعدة و”داعش” والتحذير من خطر هذه التنظيمات.
لكن ما لم يقله أولاً، هو أن هذه التنظيمات موجودة وتتحرك تحت أعين وإشراف وإدارة ساكني البيت الأبيض وأدواته الاستخبارية بامتياز، وهو ما تناساه عامداً متعمداً من أجل إيصال رسالته بخصوص قوات بلاده ودورها ونفوذها..
بعد الخطاب هل بقيت أي شكوك لدى البعض بأن “داعش” صنيعة أمريكا أو شركاء أو حلفاء أو أتباع أميركا بالتمويل والتدريب والتسليح والرعاية والأهداف؟.
لذلك كان الإفصاح المبتور، ولذلك كانت الوقائع على الأرض وفي الميدان من شأنها أن تكشف الكثير من الحقائق.
لقد بالغ بايدن الذي كان محاطاً بنائبته كامالا هاريس ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، وأمام حضور مختصَر لأعضاء الكونغرس، بقوله إن “أميركا تمضي قدماً مرة جديدة”. وكذلك بقوله إنه “استعاد ثقة الأميركيين بالديمقراطية”.
إن أي عمل ما بعد ترامب قد يبدو لوهلة أولى إنجازاً، وإذا كان هذا ما قصده ترامب فهو قد يكون مصيباً، لكن يبقى تقييم أمر كهذا برسم الأمريكيين أنفسهم، لكن على الصعيد الخارجي لا تغيير يذكر، أو شيء يستحق التوقف عنده.
فالخطاب لم يتضمن أي موقف أو سياسة خارجية جديدة، ولم يتضمن عموماً أي شيء مختلف.
بايدن تجاهل تجاهلاً تاماً كل القضايا والأزمات الكبرى في المنطقة العربية، ولم يتطرق إليها ولو بكلمة واحدة.
ما لم يقله بايدن هو أنه يريد توظيف “خطر داعش” لينهب المزيد من الأموال، وهو يريد دوراً جديداً لتركيا لاستعادة النفوذ والمشروع الذي كان لديها أيام الاتحاد السوفييتي السابق كدرع واقية من تمدد النفوذ الروسي إلى غرب آسيا.
المتابع الحذق والبصير في خفايا الأمور يعرف تماماً أن جو بايدن وساكني البيت الأبيض يبحثون عن أهداف أبعد، للإرهاب، أو استثمار جديد للإرهاب ودور جديد للحلفاء، بمعنى آخر أن الغطرسة التي كانت عنواناً، أيام ترامب، ستتراجع قليلاً ليتم التنفيذ على “الناعم “أو على البارد من دون جعجعة على تويتر..