الخطاب 98

بعد مئة يوم على وصوله إلى سدة الرئاسة، دخل الرئيس الأميركي جو بايدن مبنى الكونغرس وألقى خطاب المئة يوم الأولى من عهده وسط إجراءات أمنية مشددة، وأمام عدد قليل من الحضور خلافاً للتقاليد التي كانت سائدة سابقاً نتيجة اجتياح فيروس كورونا للبلاد وبقاء المخاوف جاثمة على صدر إدارة بايدن من تكرار أحداث اقتحام الكابيتول.

خطاب المئة يوم الأولى كان له شكل خاص لم يُلحظ في عهد الرؤساء السابقين, وسجلت مجموعة من النقاط أخذت حيزاً من اهتمام الأميركيين وربما أكثر من محاولات بايدن الترويج لنجاحاته كما يدعي في خطابه الذي حمل رقم 98 في تسلسل الخطابات التي يلقيها الرؤساء الأمريكيون أمام الكونغرس.

وبعد ساعة تقريباً على اعتلائه المنصة, بدا بايدن مستفيضاً بالشرح عن سياساته والدفاع عنها ما أصاب بعض المشرعين بالنعاس وأبرزهم السناتور عن ولاية تكساس، تيد كروز، الذي يبدو أن النوم قد غلبه فأغمض عينيه قبل أن يفتحهما ثانية في إشارة إلى الملل الذي أصابه في رسالة جمهورية مبطنة إلى عدم التوافق مع سياسات بايدن.

أيضا نال السور الأمني -الذي أحاط بالكابيتول- الكثير من الاهتمام الإعلامي إلى جانب العنصر النسائي الذي طغى على المشهد، حيث ظهرت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب وبجوارها نائب الرئيس كامالا هاريس خلف بايدن مباشرة لا يتوقفن عن التصفيق والوقوف مراراً تشجيعاً لبايدن، وربما لإثارة حماسة الحضور الهادئين والمتباعدين في القاعة حيث لم يتجاوز عددهم الـ200 شخصية خلافاً لما كان سابقاً حيث كان يتجاوز عدد الحضور الـ1600 مشرع.

خرقت بيلوسي المشهد بحماسها الشديد ما يعطي إشارة لدورها القادم في عهد بايدن، في صورة معاكسة لتصفيقها التهكمي الشهير خلال خطاب دونالد ترامب وتمزيقها لاحقاً لذاك الخطاب أمام عدسات الكاميرا، كذلك جسدت هاريس الجناح النسائي السلطوي كأقوى سيدة في هرم السلطة حالياً بالولايات المتحدة، وبالتالي خطفن الأنظار كلياً من بايدن وخطابه.

كان من المفترض أن يلقي بايدن خطابه الأول بعد 40 يوماً من دخوله البيت الأبيض، وهو لم يحدث لدواعي انتشار كورونا، ليتم إرجاء هذا الخطاب والاكتفاء بخطاب الـ100 يوم الأولى.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار