أشار مقال نشره موقع «غلوبال ريسيرش» إلى أن الولايات المتحدة، بعد التسبب بخسائر فادحة في الأرواح والدمار الذي لحق بالمجتمع الأفغاني، من المقرر أن تغادر أفغانستان بحلول 11 أيلول القادم.
ولفت المقال إلى أن الولايات المتحدة ستغادر أفغانستان مهزومة مثلما غادرت فيتنام من قبل في عام 1975، حيث بدأ الغزو الأمريكي لأفغانستان في عام 2001 تحت ذريعتين هما تدمير “القاعدة”، التي شنت هجوماً على الولايات المتحدة في 11 أيلول 2001، وتدمير طالبان، التي وفرت لـ”القاعدة” منصة انطلاق، لكن الآن بعد عشرين عاماً من الغزو أعاد تنظيم “القاعدة” [المدعوم سراً من الولايات المتحدة] تجميع صفوفه في أجزاء مختلفة من العالم بينما من المقرر أن تشارك حركة طالبان في الحكم.
ورأى المقال أن أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة هي ليست الحرب على أفغانستان بل الحربان ضد جمهورية كوريا الديمقراطية (منذ آب 1950) وضد كوبا (منذ أيلول 1959)، ولم ينته أي من هذين الصراعين بعد، إذ تواصل الولايات المتحدة شن حروب هجينة ضد كلا البلدين، وهذا النوع من الحروب لا يتطلب بالضرورة استخدام الترسانة الكاملة للجيش حتى تدخل حيز التنفيذ، إنها حرب يتم خوضها من خلال السيطرة على المعلومات والتدفقات المالية وكذلك عبر استخدام العقوبات الاقتصادية والوسائل غير المشروعة مثل الأعمال التخريبية.
وأوضح المقال أن الحرب الأمريكية على كوبا بدأت قبل عقود من الزمن بهدف إزاحة حكومة الرئيس الأسبق فيدل كاسترو الاشتراكية التي رأت فيها واشنطن تهديداً كبيراً لمصالحها في المنطقة، ولا تزال مستمرة أيضاً حتى اليوم، إذ قبل أن يترك منصبه في كانون الثاني 2021 أعاد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إدراج كوبا في القائمة الأمريكية السوداء لـ”الدول الراعية للإرهاب”، وفي حين طلب 75 مشرعاً أمريكياً من خليفته الرئيس الحالي جو بايدن التراجع عن هذا القرار، إلا أن بايدن قرر مواصلة سياسة ترامب بشكل سلبي، إذ أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي في وقت سابق من الشهر الحالي أن “التحول في سياسة كوبا أو اتخاذ خطوات إضافية ليس من بين أولويات السياسة الخارجية للرئيس”.
وذكر المقال ما قاله الكاتب إدواردو جاليانو: “في كل مرة “تنقذ” فيها الولايات المتحدة بلداً، فإنها تحوله إما إلى مشفى مجانين أو مقبرة” وذلك كناية عن تسبب الولايات المتحدة بالحزن والأسى للشعب الأفغاني وإلحاقها الدمار بالبلاد.