على خلفية القمم البيئية سنوياً.. ماذا فعلنا للواقع البيئي والحد من التصحر؟

تشرين – محمد فرحة:

برزت كلمة التصحر في أحاديث التنمية الدولية منذ أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام ١٩٧٤ قرارين، الأول دعوة إلى الدول للاهتمام بدراسات التصحر والتعاون فيما بينها لتقصي ظواهره ومخاطره وطرق مكافحته ، والقرار الثاني أن يعقد مؤتمر دولي يعنى بهذا الشأن  والمتعلق في الشأن البيئي والحد من زحف الصحراء.

والتصحر هو أن الأرض المنتجة خارج الحدود الطبيعية للصحراء تتدهور وتفقد قدرتها على الإنتاج (كافة المحاصيل الزراعية والكلأ  وأحطاب الوقود) بعد تحولها إلى أرض شحيحة ، وهو الذي يصيب أراضي منتجة وأراضي  في مناطق شبه جافة  حتى من الزراعات المطرية .

وهنا السؤال الكبير يطرح نفسه  فيما  يتعلق الأمر  بأراضينا الزراعية وشبه الزراعية  والمراعي والغابات وكوارثها من جراء الحرائق، ماذا فعلنا  وماذا استخلصنا من مؤتمرات البيئة وcop التي عقدت في العديد من دول العالم، وبعضها بحضور ممثل بلدنا سورية ؟

في حوار طويل  امتد لأكثر من ساعتين  مع عدد من المهتمين في الشأنين الزراعي والبيئي والاقتصاد، أوضح الخبير الاقتصادي  -وهو مزارع ويعمل مديراً للمصرف التجاري  في مصياف- مهنا المحمد  أن  مصطلح التصحر  يقال عن الأرض المنتجة  خارج الحدود الطبيعية للصحراء،  التي فقدت  قدرتها على إنتاج أي من المحاصيل  الزراعية .

فالحفاظ على الأراضي الزراعية المنتجة  للإنتاج الزراعي الغذائي يأتي في مقدمة الأولويات إذا ما أردنا  الزراعة المستدامة ، زد على ذلك الحفاظ على الموارد المائية التي تروي كل المساحات المروية ، حيث تقدر وارداتنا المائية السنوية  بحوالي ٣٠ إلى ٣٥ مليون متر مكعب  من نهر الفرات ورافده نهر الخابور،  وكذلك مياه نهر العاصي وقويق وغيرهما من الموارد ، إضافة إلى كميات الأمطار ومعدلاتها السنوية  المتفاوتة بين عام وآخر ، كل ذلك يشكل عاملاً مهماً في الحفاظ على الأراضي الزراعية المنتجة لأمننا الغذائي.

بيد أن مايهدد أراضينا شبه الجافة بالتصحر هو  عوامل عدة،  يأتي في مقدمتها الرعي الجائر  والتوسع في فلاحة  المزيد من  أراضي المراعي وتقطيع الأشجار بشكل كبير وملفت ،  هذه العوامل تؤدي إلى  تدهور المراعي وغياب الغطاء النباتي، ومهما تم استزراع  نباتات رعوية  مالم يتم الاعتناء بها والحفاظ عليها فستموت، وخاصة في السنين العجاف.

مدير زراعة حماة  أشرف باكير  بين أن التصحر  له تاثيران خطيران، الأول إخراج مساحات  منتجة زراعياً أو كلأ للمراعي، وثانياً  يهدد البيئة  وتصبح جافة،  فيكفي أن جل أنهارنا أصبحت اليوم مكباً  للقمامة  والتلوث، فانظر إلى العديد من مواقع نهر العاصي ، وقد يكون هذا أحسن حالاً من نهر بردى وسط دمشق ، فالاهتمام في الشأنين البيئي والحد من زحف التصحر، يتطلب خططاً شاملة وواسعة ، وخاصة أننا نفتقر إلى استصلاح المزيد من الأراضي الزراعية و إدخالها في منظومة الأراضي المنتجة للإنتاج الزراعي الغذائي.

وأضاف مدير زراعة حماة : وجود خطة عمل  لمكافحة التصحر والحفاظ على الإدارة المستدامة للحراج باتا اليوم في مقدمة الأولويات ، ولعل من اطلع على ما خلفته حرائق غابات محافظة حمص واللاذقية يدرك جيداً  حجم الكوارث البيئية وكيف خرجت عشرات الآلاف من الدونمات من دائرة الحراج، حتى إن بعضاً منها أشجار مثمرة كالزيتون ، وقد ساهمنا بإخمادها كما فعل غيرنا…

خاتماً  حديثه بأنه لابد من إنشاء خطة وطنية لمكافحة التصحر ، وأن تحشد لها الإمكانات الفنية والبشرية والمالية لتحقيق أهدافها .

بالمختصر المفيد : لعل من يتابع المؤتمرات التي تعقد سنوياً وأحياناً على نطاق واسع، يشارك فيها ممثلو دول العالم ، لمناقشة الواقع البيئي  وانخفاض الانبعاثات الغازية، والتي جميعها له التأثير الكبير على الكوارث الطبيعية،  كالسيول التي ضربت إسبانيا والمغرب والحرائق في الأمازون  ، ومن هذا المنطلق علينا الحد قدر المستطاع من زحف التصحر وتحسين الواقع البيئي الذي في سلامته سلامة الإنسان ..ونحن بانتظار الإنذار المبكر  للحرائق  وشحذ همم  الناس لإخماد الحرائق وصونها  والاهتمام الأكبر بتحسين الواقع البيئي  وزراعة كل شبر متاح من أراضينا من أجل غد أفضل.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار