أكد مقال نشره موقع “غلوبال ريسيرش” أن معارضي الاتفاق النووي يسعون جاهدين للإبقاء على جدار العقوبات الصارم الذي فرضته إدارة دونالد ترامب السابقة على طهران وجعل الأمر أكثر صعوبة على إدارة بايدن للعودة إلى الاتفاق.
ولفت المقال إلى أن هذه العقوبات تسببت بمعاناة هائلة للإيرانيين العاديين، بما في ذلك التضخم والارتفاع الهائل في أسعار المواد الغذائية والأدوية، إلا أنها فشلت في توسيع نطاق المحادثات ودفعت طهران إلى زيادة تخصيب اليورانيوم ووضعت الولايات المتحدة وإيران على حافة حرب شاملة في مناسبات متعددة.
وقال المقال: بينما كانت المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران تجري في فيينا، تم تنفيذ هجوم إلكتروني على منشأة نطنز النووية الإيرانية، وتشير تقارير إعلامية إلى أن الموساد الإسرائيلي كان وراء الهجوم.
وأكد المقال أن الهجوم على “نطنز” يعد الأحدث في سلسلة من الهجمات الإسرائيلية على إيران بهدف إفشال مفاوضات العودة إلى الاتفاق، ففي الصيف الماضي، حصلت عدة تفجيرات نسبت إلى “إسرائيل” في أنحاء إيران، بما في ذلك حريق في موقع نطنز، وذلك بالتزامن مع إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث تعهد حينذاك المرشح الديمقراطي جو بايدن بعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي الذي انسحب منه سلفه دونالد ترامب في عام 2018، كما أقدمت “إسرائيل” في تشرين الثاني 2020 على اغتيال كبير علماء الذرة الإيرانيين، محسن فخري زاده بالقرب من العاصمة الإيرانية طهران.
وتابع المقال: إضافة إلى ذلك، فقد ضغط مسؤولون إسرائيليون بشكل مباشر على الكونغرس الأمريكي لإلغاء الاتفاق النووي في مناسبات عديدة، بما في ذلك في عام 2015 عندما سافر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن في محاولة لإلغاء مفاوضات أوباما الأصلية، وهذه المرة من المقرر أن يسافر رئيس الموساد يوسي كوهين إلى واشنطن لعقد اجتماعات مع كبار مسؤولي البيت الأبيض والمخابرات الأمريكية في محاولة لإقناع الإدارة الأمريكية بأن “إيران تخفي تفاصيل حول برنامجها النووي” وبالتالي لا يمكن الوثوق بها، وهو أمر مثير للسخرية باعتبار أن “إسرائيل”، على عكس إيران، تمتلك أسلحة نووية وترفض الكشف عن أي معلومات حول برنامجها النووي!.
وأضاف المقال: ومن القوى المخربة للدبلوماسية مع طهران، اللوبي الإسرائيلي في واشنطن “لجنة الشؤون العامة الأمريكية- الإسرائيلية” الذي يحاول إقناع بايدن بعدم العودة إلى الاتفاق النووي إلا بعد أن تغير طهران سلوكها، وكذا مؤسسة “الدفاع عن الديمقراطيات” الداعمة للمحافظين الجدد، والتي عملت داخل إدارة ترامب أثناء وبعد انسحابه من الاتفاق النووي، تضغط بدورها بلا هوادة من أجل حرب شاملة مع إيران، وهناك أيضاً جماعة “مجاهدي خلق” الإيرانية، المعروفة بعمليات الاغتيال والتفجيرات التي نفذتها في إيران، وهي أيضاً تعارض بشدة المساعي الدبلوماسية الأمريكية– الإيرانية.