تتصاعد الحرب الدبلوماسية في إطار سياسة “الرد بالمثل”، بعد إعلان موسكو طرد 20 دبلوماسياً تشيكياً رداً على قرار التشيك ترحيل 18 موظفاً من سفارة موسكو لدى براغ.
وقالت الخارجية الروسية، تعليقاً على ما أقدمت عليه براغ إن الأخيرة اتخذت قراراً غير مسبوق تحت ذرائع مصطنعة لا أساس لها.
الخطوة التشيكية وصفتها موسكو بالعدائية، وتمثل استمراراً لسلسلة إجراءات معادية لروسيا اتخذتها التشيك خلال السنوات الأخيرة.
قد يبدو الأمر لوهلة أولى أن التشيك قد أقدمت على هذه الخطوة، ولديها معلومات حول أنشطة تعتبرها غير مقبولة، لكن في السياسة، لا يمكن الركون إلى هذه الفرضيات فقط، لاسيما إن اتضح الأثر الخلفي، أو بصريح العبارة، الأثر الأمريكي.
فقد أكدت التجارب وخاصة القريبة إقدام العديد من الدول الأوروبية، على خطوات مماثلة في سعيها إلى إرضاء الولايات المتحدة على خلفية فرض الأخيرة مؤخراً عقوبات جديدة على روسيا، لكن السلطات التشيكية، ذهبت إلى أبعد من نظيراتها الأوروبيات، في ملاقاة واشنطن ومحاولة إرضائها حيث تفوقت عليها.
“حرب دبلوماسية” متصاعدة، والحجج الأوروبية بحق روسيا كثيرة، بدءاً من الموضوع الأوكراني المستجد، وقبله قصص سكريبال ونافالني وغيرهما، حيث تجد موسكو دوماً نفسها مضطرة إلى الرد على مزاعم وافتراءات، وهي تدرك أن “وراء الأكمة ما وراءها”.
“حرب دبلوماسية” وتصعيد واضح، وفي كل فصوله لم تكن موسكو هي البادئة، في العقوبات أو في عمليات الطرد، ما يعني أن النيات واضحة، لاسيما أن هذه الخطوات لا تجدي نفعاً فهي من شأنها أن تعرقل العلاقات الثنائية، وتقلل من الثقة المتبادلة بين الدول.
في كل الأحوال إذا ما مضت واشنطن وحلفاؤها الأوربيون بهذه السياسة فإننا سنصل إلى نقطة يتعذر فيها الركون إلى الحلول الدبلوماسية في العديد من القضايا العالمية العالقة والتي هي أحوج ما تكون إلى حل فيه الكثير من التأني والعقلانية باعتباره مصلحة عالمية شاملة وجامعة.