دراما الصحراء مُجدداً ..!
يعوّد بنا مسلسل “صقار” تأليف دعد ألكسان، وإخراج شعلان الدباس، إلى دراما الصحراء بلا أدنى مواربة أو ملمحٍ برؤية مغايرة عمّا درجت عليه الأعمال البدوية، فالصراع في القبيلة يضع المشاهد أمام حدث مفصلي منذ المشهد الأول، “صقار” يقتل ابن عمه “صخر”، ويحاول تغطية جريمته بافتعال إشكالات بين أبناء القبيلة سرعان ما تُشعل نار الثأر وتُمهّد لخلاف واصطفاف يصبان في مصلحته. هذا ما تُوحي به الحلقات الأولى، ربما تحمل الأحداث القادمة حراكاً ما، إضافةً أو انعطافاً يبتعد بالعمل عن الأحداث المكررة، والتي تُؤسس أيضاً لقصة حبٍ بين القاتل وزوجة القتيل، بدأت في زمن سابق ومرّت بتحولاتٍ طعّمتها بالحقد والغيرة.
العمل يُعيد الفنان رشيد عساف بشخصية “صقار” إلى عوالم خبرها جيداً حتى إنه توقّع في تصريحات صحفية جماهيرية كبيرة للعمل توازي ما حققه المسلسل البدوي الشهير “راس غليص” من بطولته قبل أعوام، وسيكون على حدّ تعبيره بداية عودة الأعمال البدوية التي اشتاق لها الجمهور. هكذا يبدو العمل رهاناً على نوع درامي كانت له حظوة جماهيرية في أعوام مضت، بدءاً من الخيام المرّحبة دوماً بالضيف والهارب والضائع، وما تشتهر به حياة البداوة من فروسية وشعر وعادات مُلزمة، تراجع إنتاجها بالمجمل نحو ما يسمى “اجتماعي معاصر” بأكثر من شكل ومُسمى، حضر فيها عساف بقوة ولعب أدوار البطولة كواحد من نجوم الصف الأول، توصيفٌ استحوذت عليه أسماء شابة تصغره سناً، أثبت حضورها المدروس أمامها، من ذلك تجسيده شخصية المطران الراحل “إيلاريون كبوجي” في مسلسل “حارس القدس” للمخرج باسل الخطيب، وأداؤه اللافت في مسلسل “الخربة” للمخرج الليث حجو، أيضاً في مسلسل “شوارع الشام العتيقة” للمخرج غزوان قهوجي.
يضم العمل مجموعة من الفنانين منهم قمر خلف “غوايش”، جيني إسبر “هيلة”، روعة ياسين “أم ظبية”، نور علي “شوق”، إلى جانب رنا الأبيض، رنا العظم، جمال العلي، وغيرهم، بعضهم يخوّض تجربة الدراما البدوية لأول مرّة، بما فيها من اختبارات للهجة والأداء في حيّز ضيّق والقدرة على الإقناع بأفكار وهواجس بعيدة عن شرائح عمرية محددة من المتابعين، وربما ليست مغرية للبعض.
كل هذا تجيب عنه الحلقات القادمة.