شهر البركة
نعم كان لقدوم شهر رمضان المبارك وقعه الخاص، نكهته المميزة ، معانيه السامية فهو شهر الرحمة والتسامح والغفران وفيه نتبادل الأمنيات الطيبة ، ولكن بعد سنوات طوال من حرب ظالمة طحنت فينا كل شيء جميل إلى حدٌ أصبحت حياتنا كل شيء فيها مستهلك بما فيها تبادل الأمنيات الطيبة التي باتت إلكترونية وخالية من كل الأحاسيس بل من كل روح ومعنى، و غالبا ما تكون من باب رفع العتب وتقديم (الواجب ) من المقربين والأصدقاء ، لكن بالمقابل ما زال في قلوبنا عادات نشتاق إليها ونقصد تطبيقها رغم آثار الحرب الطويلة على بلدنا ورغم حصار جائر وعقوبات اقتصادية نهشت فينا من كل حدب وصوب .
نعم بعد كل ما مرّ على أرواحنا من تفاصيل موجعة وعلى قلوبنا من انكسارات ومن كدمات تركتها سنون طويلة في أعماقنا ، تعود معاني الشهر الفضيل من مودة وتسامح وغفران، لتعزز في نفوسنا عادات وتقاليد عشناها في أيام الزمن الجميل المليء بالمحبة والخير والبساطة بين مختلف شرائح المجتمع .
فبعد كل تلك الظروف العصيبة بسبب الحرب على سورية لا بد أننا أصبحنا معطوبين من الداخل ليأتي هذا الشهر الكريم فرصة لمراجعة ذواتنا ووقفة مع أرواحنا لترميمها بمعاني الفضيلة قولاً وفعلاً ، فما أحوجنا إلى ترميمها وتطبيق قيمه النبيلة بالتسامح والمحبة والسلام التي تهفو إليها قلوبنا فهذا أن دل على شيء فإنما يدل على أنه ما زال في قلوبنا مكان للمحبة والأمل والسلام .