ترويج الإرهاب
(أديت دوري ولم أهدد الولايات المتحدة ولا أكنّ العداء للغرب), حقيقة نطق بها متزعم “جبهة النصرة” الإرهابي أبو محمد الجولاني, حيث لم ينفعه الشكل والهيئة الجديدة الذين ظهر بهما من تغيير صورته الإرهابية وكأن دماء آلاف السوريين لا تزال على وجهه وتلطخ يديه وجبينه في جرائم ارتكبها ولا يمكن إحصاؤها على مدار ما يقارب العشر سنوات من الحرب الإرهابية على سورية.
الترويج الجديد لأخطر الإرهابيين تكفلت به صحيفة «فرونت لاين» الأميركية التي بدت وكأنها تقدمه لمرحلة مقبلة، وربما يجهزونه للعب الدور الرئيسي فيها بعد أن تم انحسار مناطق نفوذه، ودحر كل الجماعات الإرهابية التي تزعمها على يد بواسل الجيش العربي السوري.
الهيئة الجديدة التي دعا من خلالها الجولاني الغرب للغفران وتذكيرهم أنه لا يشكل أي خطر ضدهم تؤكد أن الأهداف مشتركة والإرهاب وبعض الغرب وجهان لعملة واحدة، خاصة أن أساليب الجولاني وأعوانه بقصف المنازل وقتل الأطفال في المدارس وإرسال المفخخات والاغتيالات مشاهد ماثلة وبقوة في الأذهان وموثقة بالصور والفيديوهات التي كان الجولاني وجماعته يتباهون بتنفيذ تلك العمليات الإرهابية ويصورونها وهم يرقصون على جثث الضحايا بعد التمثيل بها.
قد تكون (فرونت لاين) نجحت بتغيير هيئة الجولاني الخارجية وإلباسه لباساً مدنياً وتصفيف شعره والتخفيف من لحيته ليطمئن له الشارع الغربي ويتقبله، لكنها بالتأكيد لم تتمكن من التغطية على الجرائم التي ارتكبها ويرتكبها مع جماعاته بحق الشعب السوري، ولا يمكن بهذه السهولة محو ما ارتكبه من فظائع خاصة أن الذاكرة تفيض بقصص الإجرام والإرهاب والسلوكيات اللاأخلاقية التي كان الجولاني وراءها عبر سنوات طويلة من الحرب الإرهابية على بلدنا وتنقل بها بين أخطر التنظيمات الإرهابية من (القاعدة وداعش وجبهة النصرة) وكان خلالها إحدى الأدوات على الأرض لتحقيق المخطط الإرهابي ضد سورية وشعبها.