كأننا 45 مستحيلاً

لا يزال يوم الـ/30/ من آذار عام 1976 خالداً في الذاكرة الفلسطينية والعربية، يوم وطني تجلى بانتفاضة شعبية اشتعلت في الأراضي الفلسطينية (الجليل والمثلث والنقب و..) احتجاجاً على الممارسات الصهيونية لمصادرة ما تبقى من أرض بيد فلسطينيي 48.

منذ ذلك التاريخ إلى اليوم لا يزال هذا اليوم خالداً في الوجدان الفلسطيني والعربي وتحييه الجماهير العربية لتأكيد التمسك بالحقوق التاريخية والمشروعة بأرض فلسطين، وعدم التفريط بهذه الحقوق تحت أي ظرف أو ضغوط.

ويعتبر يوم الأرض أبرز الأيام النضالية التي خاضها فلسطينيو الـ48، بل هو علامة فارقة في تاريخهم منذ نكبة 1948 من ناحية مسيرة بقائهم وانتمائهم وهويتهم ومجمل علاقاتهم بكيان الاحتلال الإسرائيلي وبأشقائهم الفلسطينيين والعرب.

وعليه لا تنبع أهمية يوم الأرض من كونه يوم تحد لسلطة الاحتلال المغتصبة للحقوق فحسب، وإنما لكونه يتمحور حول المركب الأكثر أهمية في الوجود الفلسطيني تاريخياً وإنسانياً وحضارياً، ألا وهو العلاقة العضوية بين الشعب والأرض.

كما يعد يوما مفصلياً مهماً في تاريخ الشعب الفلسطيني بالداخل المحتل، لأن إضرابه وتظاهراته ومواجهاته مع الاحتلال، أوصل صرخة الفلسطينيين إلى الخارج، وأعاد وضعهم على الخريطة النضالية بعد أن كانوا يعانون من آراء مسبقة بشأن اندماجهم في واقع الاحتلال المرفوض.

واليوم أن التمسك بهذه الذكرى وإحيائها على المستويين الرسمي والشعبي هو تأكيد على التمسك بالحقوق المشروعة التي هب الفلسطينيون للدفاع عنها قبل 45 عاماً.

تحل الذكرى هذا العام، والقضية الفلسطينية، تمر بظروف غاية في التعقيد حيث تستعر حملات الاستيطان والتهويد ويتغول الكيان الصهيوني، ويمضي للإجهاز على ما تبقى من حقوق عبر صفقات مشؤومة، وما كان بالأمس مخططاً أصبح واقعاً، فالصفقات والمخططات بانت واضحة ويجري العمل عليها في وضح النهار‎، ومخططات التهويد على قدم وساق، وقادة الاحتلال في سباق مع الزمن، وفي بازارات انتخابية مفتوحة على حساب الحقوق الفلسطينية، كل هذا يجري في وقت يسارع فيه الكثيرون من العرب إلى الارتماء في أحضان هذا الكيان الاحتلالي العنصري من دون أدنى اكتراث للتضحيات أو لقوافل الشهداء، أو لحقوق الشعب الفلسطيني.

إن رفض مسارات التطبيع والهرولة باتجاه كيان الاحتلال، وتوحيد الصف الفلسطيني وتعزيز خيارات المقاومة هو الرد الأجدى اليوم، إذا ما أردنا أن نبقي يوم الأرض خالداً في الوجدان الفلسطيني والعربي، فالصرخة المدوية التي انطلقت قبل 45 عاماً متحدية الاحتلال وآلته العسكرية هي نفسها اليوم؛ فالحقوق المشروعة لا تسقط طالما بقي صوت يطالب بها.

وعذراً من الشاعر الفلسطيني توفيق زياد..

“كأننا خمسة وأربعون مستحيلاً” على صدور الاحتلال..باقون.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار