اختلاف التسلسل
المتابع لدوري سلة الرجال يلحظ تبدل ترتيب مباريات الإياب مما كان عليه في الذهاب، فعادة ما تحافظ المراحل ومواجهات الفرق على التسلسل نفسه ذهابا وإياباً, لكن لجنة المسابقات هذه المرة في اتحاد كرة السلة المؤقت كان لها رأي آخر مع أن المسابقة تسير بشكل منتظم, وهذا يدل على طريقة تفكير معينة.
ما دعانا للحديث في هذا الموضوع ليس فقط نظام الفاينال فور وفاينال الدوري النهائي الذي لا تزال لجنة المسابقات مصرة على الاستمرار به، مع عدم وجود سبب مقنع لإبقائه على حاله, ووصول تبعات طريقة إدارة هذا الملف إلى جدول إياب المرحلة المنتظمة مع تكريس حالة المسايرة لبعض الأندية, ومن الواضح أن لجنة المسابقات تريد تنظيم المسابقة وفق ما تريده هذه الفرق, ويفصّلونه على مقاس بعض الأندية التي لا تريد المنافسة والتطور، وفي بعض الأحيان يتم تحديد جدول المباريات بما يلائم نفقات الأندية في التنقلات, وهذا الأمر كان واضحاً في مرحلة الذهاب، أما سبب اختلاف تسلسل مباريات الإياب فحقيقة نريد معرفة سر هذا التغيير والاختلاف من لجنة المسابقات في اتحاد كرة السلة المؤقت.
وعلى ما يبدو فإنّ عمل اللجنة سخّر لإرضاء بعض الأندية, ولو جاء على شكل ونظام الدوري العام والقواعد الأساسية الطبيعية فيها, وعلى حساب مصلحة اللعبة الشعبية الثانية.
لكن هناك من سيدافع عما حصل ليقول أين المشكلة في ذلك؟.
وتبقى المشكلة أن معظم إدارات الأندية الهاوية لا تستحق أن تساير على حساب مصلحة اللعبة لكونها لا تمانع في تراجع وتدهور مستوى منتخباتنا الوطنية, وسلتنا بشكل عام إن كان في ذلك مصلحة مادية آنية ضيقة لها.
والمشكلة الكبرى أيضاً أنّ هذه الأندية التي كانت تشكو وتبكي من ضيق ذات الحال في لعبة كرة السلة تضع ما وفرته خلال مسابقات سلتنا ليضاف إلى عشرات الملايين التي تصرف على فرقها بكرة القدم، لذلك نستطيع القول وباختصار: لا يستحقون هذه الرأفة لأنها مضرة, ولها انعكاسات على السلة السورية, وتالياً من يسايرهم في جدول تسلسل مباريات المسابقة قد يسايرهم في أمور أخرى ذات تأثير مباشر وأكبر على المنتخبات الوطنية، فالحلّ مع إدارات بعض الأندية هو عدم المحاباة بل العمل على تنفيذ خطط مدروسة من قبل الاتحاد إن كان هناك من يريد التطوير للسلة السورية.