إن الممارسات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وخاصة استمرار الاستيطان، تدل بوضوح على أن “إسرائيل” تماطل في إنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية التي تعد الضفة الغربية عمودها الفقري، هذا ما أوضحته مجلة الـ«إيكونومست» البريطانية في مقال جاء فيه:
تقع الضفة الغربية غربي نهر الأردن والأغوار، وهي منطقة جيوسياسية من الأراضي الفلسطينية، تشكل مساحتها ما يقارب 21% من مساحة فلسطين (من النهر إلى البحر) أي حوالي 5.860 كم مربع، وتشتمل هذه المنطقة جغرافياً على جبال نابلس وجبال الخليل وغربي غور الأردن، وهي تشكل مع قطاع غزة الأراضي الفلسطينية المتبقية بعد الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين عام 1948.
لم تكن الضفة الغربية جسماً متمايزاً عن فلسطين قبل حرب 1948 بل كانت جزءاً منها، وبعد حرب الـ 1948 ضمت الضفة الغربية إلى الأردن في مؤتمر أريحا عام 1951 وأصبحت جزءاً من الأردن، ثم احتلتها “إسرائيل” خلال حرب 1967 وظل الأردن يعتبرها قانونياً وإدارياً أراضي أردنية محتلة حتى عام 1988 إذ فكت الأردن ارتباطها الإداري مع الضفة الغربية بقرار من الملك حسين.
وكجزء من اتفاق «أوسلو» وقع الفلسطينيون اتفاق سلطة حكم ذاتي فلسطيني في التجمعات السكانية الفلسطينية الكثيفة ضمن أراضي الضفة الغربية باستثناء القدس.
بعد حرب حزيران عام 1967 أو ما سمي بعام النكسة احتلت “إسرائيل” الضفة الغربية وباشرت البناء الاستيطاني فيها، كما قامت بضم القدس الشرقية وضواحيها بشكل أحادي الجانب، لم يعترف بشرعيته المجتمع الدولي.
في عام 1993 تم توقيع اتفاقية أوسلو التي نصت على إقامة حكومة ذاتية فلسطينية تدير الحياة المدنية في الضفة الغربية وقطاع غزة لفترة انتقالية على أن تستأنف المفاوضات في القضايا المتبقية كالقدس واللاجئين.
وفي عام 1995 تم تقسيم الضفة الغربية إلى محافظات هي: جنين، طوباس، طولكرم، نابلس، قلقيلية، سلفيت، رام الله، البيرة، أريحا، القدس، بيت لحم، الخليل.
في نيسان من عام 2002 شرعت “إسرائيل” ببناء الجدار الفاصل داخل أراضي الضفة الغربية بحجة تأمين الحماية لها من الفلسطينيين، لكن الجدار قضم الكثير من الأراضي الفلسطينية وساهم في إحكام الحصار على الشعب الفلسطيني وإفقاره، كما تم عزل مدن وبلدات بكاملها عن محيطها الفلسطيني.
ولتمزيق الضفة الغربية وعرقلة إقامة الدولة الفلسطينية، أقامت “إسرائيل” العديد من المستوطنات بعد أن وزعتها في شتى المناطق، وبما يفصل بين البلدات والمدن الفلسطينية بهدف إعاقة التواصل والانتقال بينها.
تنمو المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية بشكل متسارع مع مرور الزمن، ففي عام 2004 كان يسكن في مستوطنة «غيفات زائيف» نحو 10 آلاف مستوطن، أما الآن فقد ارتفع عدد المستوطنين إلى أكثر من 17 ألفاً وتمددت غرباً وشيّدت فيها مستوطنات ومراكز تسوق وكنيس.
يختلف حجم المستوطنات بشكل كبير؛ المستوطنة الأكبر حجماً ومساحة هي مستوطنة «موديعين إيليت» حيث يبلغ عدد مستوطنيها نحو 74 ألفاً وقد تضاعف هذا العدد أكثر من 3 مرات في السنوات الـ 15 الأخيرة.
بنت “إسرائيل” مستوطناتها في أراض يفترض أنها الدولة الفلسطينية الموعودة، ويقول الفلسطينيون إنهم لن يتمكنوا من إقامة دولتهم ما لم تُزل كافة المستوطنات.
عن الـ«إيكونومست» البريطانية