نسخةٌ طبق الأصل ..!

يصعب التكهن بردة فعل أحدنا فيما لو التقى فجأة بشبيهٍ له، نسخة طبق الأصل عن تفاصيل الوجه والطول والشعر، ربما ستطغى المفاجأة على ما سواها، فالآخر هنا ليس «نحن» في المرآة أو في صورة ما، الآخر هو فعلاً إنسانٌ آخر، اسمٌ وتاريخ ميلاد وصوتٌ وأفكار وحياة، ليس بديلاً عنا ولا يوجد احتمالٌ ثانٍ لشخصياتنا، ولعلّ هذه الحتمية كانت سبباً في ارتباط فكرة «الشبيه» بالشؤم، حتى إن أساطير كثيرة عدّتها إنذاراً بالمرض أو الموت، طالما أنّ الآخر حيٌ يُرزق، أو الآخرون السبعة أو الأكثر تبعاً للمثل المعروف «بيخلق من الشبه أربعين»!.   فكرة «الشبيه» أو «الدوبلير» وهي كلمة أصلها ألماني تعني «الشخص المزدوج»، وجدت طريقها إلى مختلف الثقافات، وتم الاشتغال عليها والبحث فيها دينياً وعلمياً وفنياً، لكنها حظيت بالاهتمام أكثر لدى ارتباطها بشخصيات بارزة تاريخية ومعاصرة لمشاهير سياسيين وفنانين، وأحياناً مطلوبين للعدالة، وهو ما قدمته أفلام سينمائية عديدة، وتصدّت له أيضاً روايات ومطبوعات ومنحوتات، اختلفت رؤيتها وغاياتها حسب الزمان والمكان والشخص نفسه.

هاجس التفكير بالتوأم المُشابه وصل منذ أعوام إلى وسائل التواصل الاجتماعي التي سهلت بدورها الوصول إلى ما سمّته «التوائم الغرباء»، والمطلوب فقط إدخال صورة تُظهر ملامح الوجه مع تفاصيل الاسم والعمر ومكان الإقامة، وخلال وقت قصير تُتيح قائمة بالأشخاص الذين يمتلكون الوجه نفسه والملامح نفسها، لكن هذه التقنيات للأسف استطاعت الحصول على بيانات هائلة من مختلف أنحاء العالم لأهداف متوقعة أو العكس، من دون أن يعي الباحثون عن أشباههم خطورة ذلك!.

بعيداً عن المفاجآت التي يمكن أن تُرافق رحلة البحث عن «الشبيه» أو «النظير» أو «المُوازي» وغير ذلك من المُسميات، يبدو الأمر ممتعاً فيما لو كان شبيهنا فناناً صاحب جماهيرية كبيرة، تماماً كما في حالة المصري «حسام مصطفى» شبيه الفنان «عمرو دياب»، الذي شاركه مؤخراً تصوير إعلان لألبومه الجديد، استعاد فيه عدداً من أغنياته القديمة، والمفارقة أن متابعي دياب ظنّوا أن نجمهم استعان ببرامج وتطبيقات خاصة ليبدو أصغر سناً، قبل أن يظهر «الدوبلير» في عدة لقاءات إعلامية، ليؤكد أنها ليست المرة الأولى له كـ«بديل»، ولم تطل سعادة «مصطفى»، إذ إن المتابعين طالبوه بالغناء، ثم سخروا من صوته!.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار