قلق مريب!
كان “القلق” على الدوام، ولازال لازمة غربية– أمريكية يتم من خلالها تبرير التدخلات في شؤون الدول الأخرى، وللمفارقة أن “قلقهم” المزعوم أتى بالويلات على تلك الدول وشعوبها.
فتحت مسمى “القلق” احتلوا العراق وقسموا ليبيا ودمروا سورية واليمن والقائمة تطول.
جديد “القلق” الغربي، هو “قلق” فرنسا من عودة تنظيم “داعش” الإرهابي إلى سورية والعراق كما
جاء على لسان وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارالي، الأمر الذي يقودنا سريعاً للبحث عن الخلفيات والأسباب، كما البحث في التوقيت والدلالة.
ببساطة فرنسا ليست قلقة من عودة الإرهاب، بل إنها تجد الذرائع لإطالة أمد تواجدها في المنطقة وتثبيت موطئ قدم لها إلى جانب القوات الأمريكية المحتلة لضمان حصتها من سرقة النفط والغاز هذا أولاً، وثانياً: أسباب القلق تتعلق كما تقول المعلومات بالتواجد التركي المحتل على الأراضي السورية، وباريس تريد أن تنافس التركي ولاسيما أن التجاذبات بين الطرفين على أشدها على خلفية الصراع المحتدم شرقي البحر المتوسط، فحيث يتواجد التركي ستتواجد فرنسا بلا شك.
منذ بداية الحرب الإرهابية على سورية والدول الغربية وأمريكا “قلقون” على “الأوضاع الإنسانية” في سورية، ومن تمدد الإرهاب، ومع ذلك تمدد الأخير وانتشر وضربت الفوضى أطنابها برعاية غربية.
ماذا فعل أولئك للقضاء على الإرهاب؟ لاشيء، فعلوا كل ما يمكّن من استمراره وتفريخه وحتى تدويره، وما يسمى “التحالف الدولي” كان لتغطية جرائم تنظيم “داعش” الإرهابي وليس لمكافحته فهذا كذبة مفضوحة ووقائع الميدان تتحدث.
القلق الحقيقي لفرنسا والغرب عموماً هو من نفاد فرصهم وأوراقهم على الأرض، فصحيح أن الإرهاب بدأ يضربهم، لكنهم يعملون على إبقائه وديمومته في منطقتنا، فعندما استهلكت ورقة “القاعدة” الإرهابي –رغم أن التنظيم لا يزال موجوداً- أوجدوا “داعش” الإرهابي وغيره من التنظيمات تحت مسميات مختلفة.
السؤال عن القانون الدولي والشرائع الدولية الواجب الالتزام بها، ليس مُتاحاً، فهذه القوانين بالنسبة للغرب قابلة للتجاوز، فالالتزام بها لا يخدم أجنداتهم ومصالحهم بالعكس تماماً يضر بها ويعرقلها، بينما يتشدقون بها ويدعون ضرورة الالتزام بها وتحت ستارها يحاولون إيجاد شماعات للتدخل هنا وهناك.