صفر أصدقاء ومرتزقة كثر
يتابع النظام التركي برئاسة رجب أردوغان، المعروف عنه نقضه للعهود والاتفاقيات، سياسته المثيرة للأزمات والمشاكل، فكل ما يسيء للعلاقات مع دول المنطقة يمارسه النظام التركي الذي لا يمكن الوثوق به بعد كل التجارب المريرة التي خاضتها دول الجوار معه.
تصفير الأصدقاء أصبح نهجاً للنظام التركي، في بحثه المستمر عن إثارة المشاكل وتسعير نارها، مستغلاً المشاعر القومية حيناً وأحياناً المذهبية، التي لا يمكن أن تبقى بلاده بعيداً عن ارتداداتها طويلاً، فأهدافه من الأزمات لا يمكن وصفها إلا بأنها مريبة، في ظل عدم وضوح مصلحة بلاده فيها، لكن كل يوم تتكشف مصالح غربية بممارساته، فخراب المنطقة يصب في مصلحة الغرب وصنيعته “إسرائيل”.
ويبقى للنظام التركي الجيرة التي تفرضها الحتمية الجغرافية ولا يمكن الهروب منها، ولكنه لا يحترمها، فمن إثارته للمشاكل مع سورية مستغلاً الحدود معها إلى أغلب الدول العربية، بسبب أطماعه العثمانية، إلى القوقاز حيث النزاع مازال قائماً على الجغرافيا، وما لذلك من حشرية تركية في العمق الروسي، وكان ينقصه الأزمة مع إيران ليكتمل طوق العداء مع الجهات كافة، وليطرح السؤال: ما مصلحة أنقرة في هذا النهج العدائي لمحيطها الجغرافي؟. لا يمكن الإجابة عليه بلا الإشارة إلى الوضع المريح الذي وصلت إليه “إسرائيل” في المنطقة أو توظيف النظام التركي من الغرب الأطلسي.
للنظام التركي الذي يتبع مذهب التصفير، أولاً: الجيران والآن الأصدقاء في سياسته، الكثير من المرتزقة من الإيغور الذين يجلبهم تحت غطاء من القومية التركية، إلى الإرهابيين من كل العالم الذين يأتون تحت جلباب الدين والمذهبية، لتوظيفهم في حروبه التي لا يخسر فيها جندياً من جنود بلاده، وبالتالي يسحب ذريعة اتهامه من المعارضة بتوريط الشعب التي في حروبه الشخصية التي لا تخدم تركيا.
النظام التركي بلاء عظيم على المنطقة، يجيد اللعب على التناقضات وتوظيفها لأجله، مثلما يجيد توظيف وتجميع المرتزقة، وكيف يضمن صمت الدول على ممارساته، لكن بقي له القليل من الأصدقاء والكثير من المرتزقة، فشَره على المنطقة لا يزال قائماً.