بانتظار الأفعال
درج الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن منذ بدء حملته الانتخابية حتى الآن على إطلاق كم كبير من التصريحات والوعود فيما يخص القضايا المحلية والدولية والسياسات السلبية والرعناء التي كرّسها الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب.
من جملة التصريحات الداخلية التي تخص الشأن الأمريكي هي العمل على تشكيل فريق للتصدي لجائحة كورونا التي تفتك يومياً بآلاف الأمريكيين عدا عن مئات آلاف المصابين، ومع ذلك فإن الإصابات في تزايد مستمر ما يوحي بأن الولايات المتحدة الأمريكية برمّتها ليست بخير، ولا يبدو أنها ستصبح بخير بعد تولي بايدن السلطة، لأن حجم الإصابات، حسب آخر الإحصاءات الأمريكية، يرتفع بشكل رهيب وعدد الوفيات أيضاً، وكأن الولايات المتحدة تتعرض يومياً لكارثة ضحاياها يقاربون ضحايا أحداث الحادي عشر من أيلول 2001 التي أقامت من أجلها واشنطن العالم ولم تقعده.
أما في الشأن الدولي فتصريحات بايدن تطرب آذان العديد من الزعماء في العالم الذين عانوا من سياسات ترامب المتهورة وأفعاله وإجراءاته المدمرة للعلاقات الدولية بحيث وصلت في كثير من الأحيان إلى أعتاب قيام حرب باردة أو حتى ساخنة.
ولعل أهم ما في تصريحات بايدن هو ما أطلقه خلال اليومين الماضيين فيما يتعلق بالعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، وهذا يرتب على الولايات المتحدة رفع العقوبات الظالمة على هذا البلد وبالتالي سحب فتيل توتر خطير استمر لأربع سنوات سوداء من حكم ترامب.
في المحصلة، ومع كثرة التوقعات من المحللين والمتابعين للسياسات الدولية بأن ترامب خلال الأيام المتبقية من حكمه قد يقدم على حماقة خطيرة للغاية تنسف كل الآمال بطي صفحته وسياساته الرعناء بسلام، وعلى سبيل التفاؤل بأن ترامب قد لا يقدم على مثل هذه الخطوة حتى مغادرته البيت الأبيض، فإن العالم بانتظار تحول أقوال بايدن إلى أفعال، فهل يفعل بايدن أم سيوسوس له شيطانه نتنياهو كما وسوس لسابقه؟