هل تم استثمار الكادر البشري كما يجب..؟ وما خطط الإدارات حيال الاستفادة من إمكانات الكوادر المتاحة وإسنادها بمهام متنوعة تحتاج الكفاءة والمعيارية العالية..؟
تتسابق الدول وشركاتها على الظفر بالكوادر البشرية القادرة على مواكبة التقنيات والعلوم وتسخيرها خدمة للإنتاج، وخاصة لدى الشركات المنتجة, بما يسهم في تطور وجودة المنتجات المصنعة, فالشركات التي أخذت بناصية الإبداع ومرفقاته نجحت وتفوق إنتاجها, بينما الشركات المتأخرة بركب الاستفادة من أدوات العصر الحديثة، فمصيرها المحتوم التخلف والتهميش والوقوع في مستنقع الخسائر..!
فالثروة البشرية هي المحرك الأساسي لأي تطور في أي مجتمع، وليست فقط الثروات الطبيعية هي من تسهم وحدها في تغيير المؤشرات الإنتاجية والاقتصادية.. وهنا يطرح تساؤل مهم, كيف استفادت الشركات والإدارات من آخر التقنيات وما خططها الآنية والمستقبلية..؟ الوقائع الواضحة تكشف أن معظم شركاتنا لاتزال في مرحلة المحاولات التي تستهدف كيفية الوصول إلى مجتمع وجو معرفي متكامل، من شأنه قلب المعادلات والطرائق المتبعة في تنفيذ أساسيات إنتاجيتها وتسويقاتها, في وقت تأتي التأكيدات أن الأولويات نحو أتمتة كل الأعمال…!
للأسف وبصراحة أكثر.. دعم المواهب وتنمية الكادر البشري لا يزالان يحبوان بخطوات خجولة, وهذا بند مؤجل لدى بعض الشركات والإدارات, وآليات التجديد والابتكار اهتمام ليس على قائمة الجدية بعد, فإذا كنا حقاً نريد تطوير اقتصادنا إلى اقتصاد تنموي ومعرفي بشكل كامل, أي بمعنى وجود مستويات على درجة عالية من التأهيل للمورد البشري تتعامل وتتفاعل مع آخر الابتكارات والثورة المعلوماتية وما وصلت إليه التكنولوجيا باحترافية وتقنية عالية, وهذا لن يكون ما لم يتم التطوير الحقيقي والإصلاح الكامل لمنظومة التعليم والتربية أولاً, عبر غرس معطيات وبرامج أكثر ديناميكية, صحيح هناك إجراءات وخطوات تم وضعها واتّباعها في مدارسنا وجامعاتنا, لا تحتاج أساليب تعاطٍ سليمة وتفعيلاً بشكل أكثر مواءمة مع المستجدات العالمية بما يسهم في تعزيز المكانة الإنتاجية الصحيحة, فهل تتحول أعمال وأنشطة وزاراتنا إلى «معرفية» بالكامل..؟!