كذبة كبيرة تتكرر كل موسم لإيهام المواطن بأن التنزيلات حقيقية ويومياً نشاهد ونسمع ضجيجاً من العروض الوهمية المغرية والتنزيلات المذهلة على البضائع والملبوسات والسلع والمواد الغذائية وووو.. وغيره من البدع التي تقدمها المحلات والأسواق المختلفة.. حيث يستخدمون طرقاً ذكية، وأساليب جاذبة، وعبارات ساحرة، وأرقاماً خلبية.. من خلال وسائل الترويج المبتكرة، وطرائق التسويق العبقرية.
إن ملابسات اللعبة هي أن تبدأ هذه المحلات برفع أسعارها قبل بدء موسم التنزيلات بأيام ثم تعيد الأسعار إلى تسعيرتها الأولى تحت مظلة التنزيلات.. هذه اللعبة للأسف تتم في وضح النهار وعلى عينك يا تاجر بعيداً عن عين الرقيب المفقود أصلاً داخل السوق المحلية برمتها..
بالتأكيد ليس ما قيل تجنياً على التجار لأنه عندما تكون التخفيضات 70% بالتأكيد هي وهمية وكلها غش من أجل تنفيق بضاعة «ستوكات» ذات جودة سيئة حبيسة الرفوف لمواسم سابقة والأدهى من ذلك قيام أصحاب محلات الماركات المعروفة باستبدال البطاقات الخاصة بكل قطعة بأخرى جديدة بعد رفع السعر، ومن ثم إجراء التخفيض عليه لتعود السلعة إلى أقل من سعرها الحقيقي, والمستفيد الوحيد منها هم التجار الذين وجدوا ضالتهم لجذب المتسوقين والتغرير بهم, فهم يمارسون اللعبة بحرفية لأن السعر الذي يكتب على القطعة بعد التنزيلات هو نصف سعرها الحقيقي.
وبذلك هم يحافظون على ربحهم المعهود الذي يفوق 100%, لاشك في أن مواسم التنزيلات تؤدي إلى تحريك السوق, لكن للأسف فإن الكثير من التجار يستغلون هذه الظاهرة لتمرير ألاعيبهم وجذب المتسوقين..!! التساؤل المشروع: أين الجهات الوصائية من ذلك التي تصريحاتها تعاكس وتخالف ما يحدث من فوضى في الأسواق؟ ما نأمله أن يكون هناك حرص على مبدأ المصداقية والشفافية ووضع ضوابط للتعامل مع تلك الخدع والوهم مروراً بضبط التخفيضات والعروض على كافة السلع. وأن تضع حداً لهذه الظاهرة التي باتت تقليداً فصلياً وبوابة واسعة لتمرير الممارسات الرخيصة التي تمارسها بعض المحلات للاستهتار بالمستهلك من دون أدنى مسؤولية؟
hanaghanem@hotmail.com