ارتياح بين أهالي حلب بعد تأهيل تمثال «الحمداني»
الحرية ـ مصطفى الرستم:
أرخى إعادة تأهيل تمثال أبو فراس الحمداني في الحديقة العامة وسط المدينة ارتياحاً بين نفوس أهالي مدينة حلب وسط توافد رواد الحديقة لزيارة التمثال والتقاط الصور التذكارية بالقرب منه.
وجاء تأهيل التمثال الحجري الشهير والذي يتوسط الحديقة مقابل مدخلها الرئيسي بعد تعرضه لضرر بالغ، صحيفة “الحرية” تجولت في الحديقة العامة وظهر واضحاً الارتياح الذي يسري بن رواد ومحبي الحديقة العامة لاسيما من اعتاد على شرب فنجان قهوته الصباحي في الحديقة أو من يمارس الرياضة الصباحية في أرجاء الحديقة الكبيرة.
حيث تحدثت السيدة لونا سباهي عن سعادتها بعودة التمثال خاصة أن تأهيله وإعادته بهذه السرعة يعكس محبة أهالي المدينة لرموز مدينتهم الأدبية والشعرية والثقافية، وأضافت: “شاهدنا عبر وساط التواصل الاجتماعي شائعات تحطيم التمثال، وبعودته نشعر بالارتياح صراحة”.
في غضون ذلك يتجه زوار الحديقة العامة (مساحتها تبلغ 17 هكتاراً) الواقعة بالقرب من ساحة سعد الله الجابري إلى التمثال لالتقاط الصور كما يروي مشرف الحديقة العامة عبد القادر رستم عن مكانة الحديقة في نفوس أهالي حلب، لاسيما التمثال حيث اعتاد الناس منذ عقود الوصول إلى مجسم الحمداني والتصوير بالقرب منه، مقابل ذلك تحدث أحد المصورين من مجموعة شبان يجلسون بالقرب من التمثال بأن إقبال الناس على الحديقة زاد بعد إعادة رأس التمثال إلى مكانه حسب قوله.
وأبو فراس الحمداني هو الحارث بن سعيد بن حمدان الحمداني التغلبي الربعي (932_ 968) هو شاعر وقائد عسكري عربي وابن عم سيف الدولة الحمداني أمير الدولة الحمدانية التي شملت أجزاء من شمالي سوريا والعراق وعاصمتها حلب، ترعرع أبو فراس في كنف ابن عمه في حلب بعد موت والده باكراً فشب شاعراً وراح يدافع عن إمارة ابن عمه ضد هجمات الروم، وفي وقت السلم يشارك في مجالس الأدب.
بدوره، قال الفنان التشكيلي حنيف حمو النحات الذي أشرف على إعادة تأهيل التمثال عن تطوعه بإجراء عمليات التأهيل بعد تحطمه، بالشراكة مع أحد الفنانين النحاتين وبشراكة مع الحركة الوطنية السورية، وبالتعاون مع دائرة الحدائق التي وفرت لهم المكان المناسب داخل الحديقة: “علمت أن تمثال الحمداني محطم جزئياً وبادرت لإعادة تأهيله حيث كان الرأس محطماً، وبداخل كتلة الرأس حديد وهنا أجريت دراسة لإيجاد الحل عبر دراسة القطع وإعادة الرأس بطريقة مثالية، مثل مكان الأنف والأذنين والوجه وكلها كانت مهشمة مع تعبئة الأماكن التي ينقصها أجزاء بطريقة مناسبة وبأدوات ومعدات يدوية.
ويشرح النحات حمو في حديثه لـصحيفة “الحرية” أن ما جعل عملية تأهيله تمتد لفترة أطول هو نقص المعدات ومن جهة ثانية العمل على إجراء مرحلة التنظيف والتنعيم (الحف)، وتم الاهتمام بالتفاصيل حيث عباءة التمثال تحوي تفاصيل دقيقة حيث احتاج الامر إلى أسبوعين لتجهيزه.. كما أن لباس التمثال قديم ويحتاج إلى عناية فائقة وهناك تآكل نسبي بجسم التمثال.