المرأة السورية… رائدة التنوير والثورة
الحرية- وصال سلوم:
مساهمات المرأة السورية في الثورة السورية عام 2011، لم يأت من فراغ. فسجلها مليء بالكفاح الثوري والفكري، في مختلف المراحل، واليوم ونحن نشاهد أمهات المعتقلين وأخواتهم وزوجاتهم المكلومات، يدافعن عن حقوق أبنائهم ويطالبن بكشف مصيرهم، نوقن أنهن يستندن لرصيد كبير من الإنجازات، فالمرأة السورية ليست مقطوعة الجذور.
كيف ننسى المناضلة نازك العابد “1887-1959″، التي قادت الحركة النسائية ولعبت دوراً ريادياً في تأسيس عدد من المطبوعات والجمعيات النسائية، وشاركت إلى جانب يوسف العظمة، في معركة ميسلون ضد الاحتلال الفرنسي، بصفتها رئيسة جمعية النجمة الحمراء التي سبقت منظمة الهلال الأحمر السوري.
هل ننسى السورية، مريانا مرّاش “1848-1919″، أول سيدة عربية كتبت في الصحف ووقعت باسمها على المقالات. مريانا، التي أنشأت صالون ثقافة يحرص المثقفون على زيارته، كانت متعددة المواهب، مثل العزف على البيانو وقد اشتهرت أيضاً بصوتها العذب.
إلى جانب مريانا مراش، تحضر ماري عجمي “1888-1965″، التي أسست مجلة “العروس” وهي من أوائل المجلات النسويّة العربيّة، إضافة لمشاركتها في تأسيس “النادي النسائي الشامي”.
تطول قائمة الرائدات السوريات، جدّات مناضلات اليوم، وملهمات الصابرات اللواتي لم يثنهنّ غياب أبنائهن في ظلام السجون، عن الظهور متماسكات رصينات مثقفات، يتحدثن بثقة واعتزاز عن آلامهنّ، ويقلن إن كل التضحيات ترخص وتهون من أجل سوريا الحرة والكريمة، سوريا التي تعزّ أبناءها ويعتزون بها، مهما قست عليهم الظروف.
هل ننسى الكاتبة ثريا الحافظ، أول امرأة تترشح للانتخابات البرلمانية في سوريا عام 1953؟ أو لوريس ماهر، أول طبيبة تتخرج من جامعة دمشق عام 1930 أو ثبات إسلامبولي، أول طبيبة عربية في العصر الحديث، التي تخرجت من جامعة أمريكية في العام 1885.
تطول قائمة المتميزات السوريات كثيراً، ولا يمكن الإحاطة بها في مقال قصير، لكننا بالتأكيد لن ننسى جدّتنا زنوبيا، الملكة التي قاتلت الاستعمار، وقهرت روما؟ ألا يفسر كل هذا الغنى التاريخي للمرأة السورية، بطولات ثائرات اليوم وصبرهنّ وثقافتهن العالية؟ المجد للمرأة السورية في كل العصور.