عبر النشرات الفيسبوكية.. سباق لكسب المستهلكين بمحال “السمانة” في حماة
الحرية – علي شاهر أحمد:
بعد أن بلغت مغالاة التجار برفع أسعار السلع الاستهلاكية مداها في السنوات الأخيرة، جاء الفرج بانتصار الثورة وتحرير الأسعار من القيود التي كانت مفروضة وتسببت بإنهاك المواطنين، حيث دخلت المنافسة الحقيقية الأسواق التجارية وبشكل لم نعهده من قبل وبدأ سباق بين محال” السمانة” لكسب المستهلكين بالريف الغربي في محافظة حماة.
وأوضح علي اسماعيل، صاحب “سوبر ماركت” لصحيفة الحرية أنه يسعى باستمرار لزيادة مبيعاته، وقد اختار أسلوب تخفيض الأرباح على المواد إلى حدودها الدنيا، ليتم تعويض ذلك عن طريق زيادة حجم المبيعات اليومية ، لافتاً إلى أن مبيعاته تضاعفت بعد اعتماد هذا الأسلوب في محله التجاري.
وأشار إسماعيل إلى أنه يراقب أسعار مبيع السلع في المحال المجاورة لمحله بالسوق وفي الأسواق القريبة، وبشكل ساعي أو يومي على أقل تقدير، و يقارن هذه الأسعار بأسعار استجراره للمواد من مستودعات التجار، وعلى ضوء ذلك يحدد سعر مبيع المواد في محله ويعلن عن هذه الأسعار عبر الفيسبوك، ليكون المستهلك على بينة من الأسعار وهو في منزله.
وكشف مخلص الموعي ،صاحب محل سمانة، أن بعض المحال تسعى لكسر حالة الركود في المبيعات بتخفيض أسعار السلع الى حدود التكلفة أو أعلى منها بقليل، ولا سيما أن عدد المحال التجارية بتزايد مستمر في كل المناطق و تزداد المنافسة بينها، لافتاً إلى أن هذا الأسلوب في عمل محال “السمانة” ، يحقق النجاح في المدن والمناطق المكتظة بالسكان أكثر منه في القرى الأقل كثافة سكانية.
من جانبه، بين الخبير التنموي أكرم عفيف، أن المنافسة بين المحال التجارية أدت إلى انخفاض أسعار السلع الاستهلاكية، و يساعد في ذلك تدفق السلع الاستهلاكية بغزارة من الخارج وبأسعار منخفضة، نتيجة إلغاء الإجراءات المجحفة التي كانت متبعة في ظل النظام البائد، كالمنصة التي كانت معتمدة مع التجار المستوردين ودور التموين السلبي وتوقف قبض الأتاوات على الشحنات التجارية على الحواجز .
ولفت عفيف إلى أن لقلة السيولة لدى المواطنين دوراً مؤثراً في حركة السوق، فالرواتب لا تزال منخفضة ولا تلبي احتياجات المعيشة اليومية، أضف إلى ذلك أن أغلب سكان الريف يعملون بالزراعة، و هي مصدر دخل رئيسي لهم ، حيث يواجهون مشكلة في الوقت الحالي، إذ إنهم لم يتمكنوا حتى الآن من تسويق محاصيلهم الزراعية كالحمص والفستق واليانسون، وذلك بسبب انخفاض أسعارها إلى ما دون التكلفة.