تطبيق “شام كاش “…سهولة في تحويل الأموال وضبابية في التنفيذ
الحريّة – ميليا اسبر:
يجد المواطن السوري صعوبة في فهم طبيعة العمل في تطبيق “شام كاش ” الذي عممته حكومة الإنقاذ السوريّة على جميع العاملين في مختلف وزارات ومؤسسات الدولة، حيث سيتم صرف رواتب الموظفين من خلال هذا التطبيق، كما لا يزال هناك غموض لدى المواطنين عن كيفة التعامل مع هذا التطبيق، وما الآلية المتبعة في قبض الرواتب .؟ ويتساءل كثيرون عن مدى الأمان المصرفي لاستخدام مثل هذا التطبيق.
للحديث عن هذا الموضوع تواصلت ” الحريّة” مع خبير التحول الرقمي عثمان السيخ، الذي كشف أنه في عالم الإنترنت لا يوجد أمان مئة بالمئة مهما كانت نوعية نظام البرامج المستخدمة ، وكثيراً ما نسمع عن اختراقات لأنظمة كبيرة حتى لو كانت محمية بشكل كبير، لأنه طالما هو متصل بالإنترنت سيكون هناك ثغرة قد يتم استخدامها. لافتاً إلى أنه بالنسبة لتطبيق “شام كاش”، فإنّ المشكلة الأكبر أن التطبيق ليس موجوداً على المتاجر الرسمية مثل “غوغل بلاي أو آبل ستوري “وإنما يتم تحميل الملف ومن ثم تثبيته ، وهذا الأمر يسبب حدوث مشكلات، فربما أثناء تحميل التطبيق يعمل شخص ما على استبدال الملف الخاص بالتطبيق ويضع فيه برمجية خبيثة. وهذا الشيء يضر بالمستخدم، لأنه قد يقوم أي شخص بتحميل التطبيق واجراء تعديل بسيط عليه، ومن ثم يرفع التعديل كما كان، وبعدها يعاود التطبيق للعمل بشكل طبيعي ، وعندما يضع المستخدم تسجيل بيانات الدخول مباشرة تتم سرقتها، وهذه مشكلة خطيرة، بينما لو كان تحميل التطبيق يتم عن طريق متجر “غوغل بلاي” بالنسبة لأجهزة آندرويد أو “آبل ستور” من آيفون، تكون نسبة الأمان مرتفعة جداً .
وأشار السيخ إلى ضرورة وجود مشاريع تقنية وتطبيقات في السوق تساعد على تقليل التعامل بـ”الكاش”، بحيث يصبح التعامل أسهل وأسلس، لكن هذا التطبيق لكي يعمل بشكل جيد في البلاد، يحتاج إلى تطوير بنى تحتية أكثر، على سبيل المثال أن يتوفر الإنترنت بشكل دائم، وأن يكون ذات سرعة عالية جداً.
وبالمقابل، يبين السيخ أن لتطبيق “شام كاش” الكثير من الإيجابيات، أهمها أنه يسهّل عملية التحويل وأيضاً عملية الدفع و السحب، ويخفف الكثير من عملية الازدحام في أماكن استلام الأموال..إلخ ، ودعا إلى ضرورة تطوير البرنامج بشكل أكبر ، إضافة إلى دعم أجهزة مختلفة مثل الآيفون، حيث إن حامل هذا الجهاز لا يستطيع استخدام تطبيق “شام كاش” عليه.
وفي السياق ذاته عبر عدد من المواطنين التقتهم “الحرية” عن أملهم في أن يسهم التطبيق في حل مشكلة قبض الرواتب التي شبهوها بالمعارك في بداية كل شهر على الصرافات العائدة لمعظم المصارف العاملة في سوريا، وأن تكون البنى التحتية اللازمة لتفعيل البرنامج وغيره، قد أخذت بعين الاعتبار، لا سيما سوء شبكة الإنترنت في معظم البلاد، مشيرين إلى أنه ما زال من المبكر الحكم على التجربة لأنهم لم يستعملوا التطبيق حتى الآن، مبدين تخوفهم من تكرار أزمة قبض مستحقاتهم نقداً، لأنهم حالياً مضطرون لدفع ثمن متطلباتهم “كاش” ريثما يتم تعميم التطبيق على الفعاليات التجارية والخدمية.