بدء الهجرة المعاكسة للشباب السوري الشباب بعد إلغاء الخدمة الإلزامية

الحرية- دينا عبد:

أعلنت الحكومة المؤقتة في خطوة غير مسبوقة غيّرت وجه المجتمع عن قرار إلغاء الخدمة الإلزامية والتي طالما شكلت عبئاً على كاهل الشباب وجعلتهم يهاجرون إلى بلاد الاغتراب هرباً من هذه الخدمة التي قد تستمر لسنوات طويلة.

صحيفة “الحرية” التقت بعض الشباب العائدين من بلاد الاغتراب بعد إلغاء الخدمة الإلزامية التي كانوا يصفونها بمضيعة للوقت ولمستقبلهم.

أيهم بدر -مهندس معلوماتية- قادم من دولة الإمارات يقول: هربت من الخدمة الإلزامية فبعد تخرجي سافرت مباشرة بحثاً عن فرصة عمل ولتأمين مستقبلي، أما اليوم وبعد انتصار الثورة وإلغاء الخدمة الإلزامية عدت إلى بلدي بعد 10 سنوات من الاغتراب، وعن طموحه بين أيهم أنه ينوي الاستقرار وتأسيس أسرة والعمل في بلده، مشيراً  الى أنه سيفتتح مشروعه الخاص الذي من خلاله يفيد بلده وأهله.

أما عادل إبراهيم – ممرض- فقد عاد من العراق منذ عدة أيام أوضح بأنه طيلة فترة وجوده في بلاد الاغتراب بعيداً عن أسرته كان يحلم بالعودة فسفره كان بسبب الخدمة الإلزامية وتأمين البدل المالي لدفعه.

بدوره خبير التنمية البشرية محمد خير لبابيدي بيّن في تصريح “للحرية” بأن وجود الجيش بأي دولة هو ضرورة ولكن الجندية القائمة على الإلزام وعدم تحديد المدة وفترات الاحتياط الطويلة أيام النظام البائد وتغير عقيدة الجيش من حماية البلد وأمنه وحدوده إلى حماية النظام والأسرة وإلى ما ذلك كان العقبة الأساسية أمام معظم الشباب؛ حيث كانت الخدمة الإلزامية المفروضة استنزاف للشباب السوري المثقف، هذه الطاقات التي غادرت البلد؛ ليس رفضاً للجندية؛ إنما رفضاً لعقيدة الجيش التي غيرها النظام البائد لحماية كرسيه وعائلته.

مضيفاً: أما اليوم وبعد سقوط النظام البائد تسعى الإدارة الجديدة إلى تكوين جيش قائم على عقيدة ثابتة هي حماية أمن البلد وحدوده ضد العدو الخارجي المحتل للأرض وأن تكون الجندية عملاً تطوعياً، فهناك شباب يرون في أنفسهم قدرة على خدمة وطنهم بحمل السلاح؛ وهناك شباب آخرون قادرون على خدمة وطنهم وحمايته ولكن بلا سلاح إنما سلاحهم العلم ودعم الاقتصاد ودعم الصناعة السورية بإقامة المنشآت الزراعية والصناعية والإنتاجية والعلمية فكل يخدم بلده في موقعه؛ لذلك هذا القرار له آثار إيجابية أعادت اليد العاملة الخبيرة والشباب السوري أصحاب رؤوس الأموال والخبرات التي اكتسبوها من البلاد التي كانوا مهجرين إليها؛ وهذا مبعث أمل للوطن وأبنائه، فخدمة الوطن لا تقتصر على حمل السلاح؛ إنما في كل ميدان من ميادينه. ونوه خبير التنمية البشرية أن إلغاء الخدمة الإلزامية خفف عن الشباب وأهاليهم عبء دفع البدل الذي وصل لآلاف الدولارات والسفر خارج البلاد من أجل العمل وتأمين هذه المبالغ الكبيرة لدفعها مقابل عدم الخدمة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار