‏«مليارديرات» ترامب.. إدارة متوحشة تقلق الأميركيين

تشرين:‏

مع إسقاط المحكمة الفيدرالية في واشنطن الدعوى المرفوعة ضد الرئيس المنتخب ‏دونالد ترامب على خلفية ما يُعرف بهجوم الكابيتول «إلى حين مغادرته منصبه عام ‌‏2029»، فإن ترامب يستطيع أن يتحرك بحرية أكبر فيما يخص هندسة ولايته المقبلة ‏التي باتت محط قلق الأميركيين، تبعاً للترشيحات التي أعلنها حتى الآن.. يأتي هذا ‏في وقت أعلنت حملة المرشحة الديمقراطية، كاملا هاريس، التي خسرت بمواجهة ‏ترامب، في الـ5 من تشرين الثاني الجاري، عن إطلاق حملة لجمع تبرعات مالية ‏بهدف «تقديم ترامب إلى العدالة» مشيرة إلـى «الحاجة لتدفق جديد من التبرعات ‏لمواصلة بناء الأساس للموارد اللازمة لمحاسبة ترامب، على مدى السنوات الأربع ‏المقبلة»، وقالت: إن التبرعات تبدأ من 50 دولاراً.‏
وفيما يستعد ترامب لحفل التنصيب المقرر في 20 كانون الثاني المقبل، لا يبدو أن ‏الأميركيين راضون عن ولاية المليارديرات التي يشكلها ترامب، حيث إن المليارديرات ‏الذين رشحهم حتى الآن، وأشهرهم قطب التكنولوجيا إيالون ماسك، تبلغ ثرواتهم ‏الإجمالية ما لا يقل عن 360 مليار دولار، وهو مبلغ يفوق الناتج المحلي الإجمالي لـ ‌‏169 دولة، وفق بيانات مؤشر «فوربس» للمليارديرات.‏
وبدأت أصوات تعلو داخل الولايات المتحدة من احتمالية تضارب مصالح للمسؤولين ‏والوزراء الجدد واستثماراتهم الخاصة، إلى جانب فرضية تطويع نفوذهم في اتخاذ ‏قرارات وتعديلها بما يناسب أعمالهم، وبصورة تطغى على مصالح البلاد والعباد وهذا ‏ما يجعل الأميركيين متخوفين من إدارة مالية متوحشة تقضي على ما تبقى من طبقة ‏وسطى في البلاد.‏
وعلى الرغم من أن ترامب ركّز في حملته الانتخابية على مساعدة الطبقة الوسطى ‏ومحاربة الفساد، فقد اختار عدداً من الأثرياء البارزين لقيادة إدارته.‏
ترامب نفسه هو أغنى رئيس في تاريخ البلاد، بثروة صافية تقدر بنحو 5.6 مليارات ‏دولار، وفقاً لمجلة «فوربس»، بينما وصلت إلى قرابة 8 مليارات دولار قبيل أسابيع ‏من موعد الانتخابات بسبب ارتفاع أسعار شركته «تروث سوشال».‏
وبعد تعيين ترامب معظم رؤساء الإدارات التقليدية في مجلس الوزراء والاستعانة ‏برواد الأعمال في مجال التكنولوجيا مثل إيالون ماسك وفيفيك راماسوامي، لقيادة ‌‏«لجنة كفاءة الحكومة» المقترحة الجديدة، فإنه يؤسس لأغنى إدارة رئاسية في تاريخ ‏الولايات المتحدة.‏
وفي حال أكد مجلس الشيوخ الأميركي اختيارات ترامب، فسيحطم بسهولة رقمه ‏القياسي الذي سجله في حكومته الأولى بوجود ملياردير واحد، وهي وزيرة التعليم ‏بيتسي ديفوس، التي كانت تملك ثروة صافية مجتمعة تبلغ ملياري دولار، وفقاً لـ‌‏«بزنس إنسايدر».‏
ويواجه العديد من الأعضاء المحتملين لإدارة ترامب الثانية انتقادات بسبب افتقارهم ‏إلى الخبرة البيروقراطية ذات الصلة بالوزارات التي سيشرفون عليها، وبدلاً من ذلك ‏ازدهروا في القطاع الخاص وشهدوا نجاحاً ريادياً.‏
وحسب بيانات مؤشر «فوربس» للمليارديرات حتى 24 تشرين الثاني الجاري، تضم ‏إدارة ترامب الجديدة قائمة المليارديرات الآتية:‏
‏– دونالد ترامب (5.6 مليارات دولار) تعتمد ثروته على عقارات تشمل فنادق ‏وملاعب غولف، إضافة إلى حصته في مجموعة وسائل التواصل الاجتماعي ‏الخاصة به.‏
‏– إيلون ماسك (349 مليار دولار) سيرأس لجنة «كفاءة الحكومة» لتحسين الإنفاق ‏العام، وهو رئيس شركة «تسلا» ومالك منصة «إكس» ولديه شركات مثل «سبيس ‏إكس» و«ستارلينك» و«نيورالينك».‏
‏– ليندا مكماهون (2.5 مليار دولار) مؤسسة مشاركة في «دبليو دبليو إي» وستقود ‏وزارة التعليم.‏
‏– هوارد لوتنيك (1.5 مليار دولار) رئيس شركة «كانتور فيتزجيرالد» سيقود وزارة ‏التجارة ويؤيد فرض التعريفات الجمركية على الواردات من الخارج لتعزيز المنتجات ‏الأميركية.‏
‏– فيفيك راماسوامي (1.1 مليار دولار) رجل أعمال ومرشح سابق للرئاسة، ‏سيشارك في تخفيض حجم الحكومة الفيدرالية وزيادة الكفاءة.‏
‏– دوج بورجم (1.1 مليار دولار) حاكم ولاية نورث داكوتا، سيشرف على الموارد ‏الطبيعية والأراضي الفيدرالية وزيراً للداخلية.‏
‏– سكوت بيسينت (1.1 مليار دولار): مدير استثمار ومرشح ترامب لوزارة الخزانة ‏وتقديم الاستشارات بشأن السياسات الاقتصادية والمالية.‏
وكانت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية هاجمت الطريقة التي سيقوض بها ‏ترامب سلطات البلاد، محذرة مما سمته «الترشيحات المتطرفة وغير المؤهلة» التي ‏أعلنها، ومن «التوسع الخطير وغير الدستوري» للسلطة الرئاسية.‏
وقالت الصحيفة الأميركية في مقال لها اليوم الأربعاء بعنوان «أربع طرق قد يقوض ‏بها ترامب سلطة الكونغرس»: إن أجندة ترامب لا تشمل إضعاف دور مجلس ‏الشيوخ في تقديم المشورة والموافقة فقط، بل تشمل أيضاً رفض إنفاق أموال خصصها ‏المشرعون، والحد من استقلال الهيئات التنظيمية الفيدرالية، وإضعاف الخدمة المدنية ‏غير الحزبية.‏

وأضافت: إن الكونغرس قد يعطل بعض جهود ترامب ومن المرجح أن تتدخل ‏المحاكم، وتابعت: سيكون من الحماقة ألا نأخذ في اعتبارنا ما قد تفعله خططه بنظامنا ‏الدستوري.‏
وحذرت «واشنطن بوست» من سلسلة الترشيحات غير المؤهلة والمتطرفة لترامب، ‏ودعت إلى وقفها، واستشهدت بحديث ترامب خلال ولايته الأولى له كرئيس حينما ‏قال: لدي مادة ثانية تمنحني الحق في أن أفعل ما أريد بصفتي رئيساً.‏
ورأت أن توسيع ترامب للتعيينات خلال العطلة «أكثر الجهود جرأة» من الرئيس ‏الأميركي المنتخب لـ«توسيع السلطة الرئاسية على حساب الكونغرس».‏

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار