هذا الجنوب ينفجر كرامة
تشرين- ادريس هاني :
هذا اللّيطاني بات يحمل دلالة سياسية وأمنية أكثر من كونه حقيقة جغرافية، ذاك قدر الجنوب المكافح، والنهر هو الفيصل، وهو أيضاً شاهد على مسار طويل من الاشتباك.
سيحسب للمقاومة أنّها ترفض شروط التحكم بالسيادة، هؤلاء مواطنون في أرضهم، وبعد كل هذه الفواجع انتهى كلّ شيء، فقد تقرر وضع جديد، ستكون للعدوان تكُلفة باهظة، فالمقاومة تتحمّل ما لا يتحمله كيان هشّ.. كم هو مؤلم أن يتحدّث الغرب السياسي عن حق المحتل في الدّفاع عن نفسه.. ما هو هذا الحقّ من منظور القانون الدّولي؟ متى كان للمحتل الحق في الدفاع عن نفسه ضدّ أبناء الأرض؟ هذا طبيعي أن يصدر عن غرب استعماري له سوابق في الإبادة.
لا ألوم اللّوامين إن كانوا يتعلّلون بألف علّة وعلّة حين يتعلّق الأمر بوضعهم، وإن تفنّنوا حتّى الثمالة في تبرير خياراتهم، لكنهم تقوّلوا في المقاومة أيما تِقْوال، بعد أن تأستذوا عليها في علم الحرب، والمقاومة مسار طويل، وليست في التضحية بنت اليوم، الحرب قائمة هناك، والمزاد والمزايدات قائمة هنا، ما هذا المارستان؟
لبنان الجريح اليوم يئنّ، وهو الجريح لكنه يرفض أن ينفصل عن المسار المشترك للحلّ مع غزّة الجريحة، لقد قرّر ووفى، وخاطر وسخى.
سينتهي رصيد الأبواق المفتوحة تشغيباً وتشنيعاً على مقاومة هي أقوى ما أنجب تاريخ الكفاح الوطني، وعلى شهداء هم أنبل من في الورى، ستبقى القيم الخالدة التي بها توزن الأمور هي نفسها ما يتحقق به إنصاف الشعوب المكافحة، الوطنية قيمة لا تتجزّأ ولا تخضع للفصل العنصري، هذا اختبار عظيم للإنسانية، والإنسانية قيمة لا تتحدّد لا في برلين ولا في باريس ولا في واشنطن ولا في أي مكان غير ضمير الإنسانية نفسها.. القيمة الوحيدة التي تتعالى على حسابات الجيوبوليتيك.. لا يمكن أن يتنكّر وطنيّ لكفاح الأمم ولقضاياها العادلة، الاحتلال إلى الجحيم، والنّصر للشعوب المكافحة.
كاتب من المغرب العربي