واشنطن وخبث الاستثمار في «الأسلحة بعيدة المدى لنظام زيلينسكي».. وبكين تجدد: الزج بالصين في الأزمة الأوكرانية عمل غير مسؤول
تشرين:
بين الإخفاق الميداني الذي يغرق به نظام كييف، ومحاولات لصق هذا الإخفاق بأطراف مُدرجة على لائحة الخصوم الإستراتيجيين، لا تتوقف المساعي الأميركية في سبيل أن تضرب جميع الخصوم بحجر واحد «التوترات والعقوبات»، لكنها مهمة عسيرة جداً إن لم تكن مستحيلة، حيث بات الخصوم يجيدون تماماً وكلياً كيفية إدارة مسار المواجهة مع الولايات المتحدة الأميركية.
وعليه لا تنفك واشنطن عن إعادة الحسابات، وفي تقارب زمني يشير إلى أن خيوط اللعبة الدولية، أفلتت منها، وفي أهم الميادين العالمية، لذلك هي مع كل إعادة حساب تلجأ إلى توسيع هامش المناورة، أو بمعنى أدق الكذب والتكاذب، عساها تسجل نقاطاً مؤثرة، وهنا تبرز أوكرانيا بشكل أساسي، حيث يتوسع ميدان السياسات ليشمل العديد من الدول (الهند مثلاً) مع استمرار التلويح بالسماح للنظام الأوكراني الذي يقوده فلوديمير زيلينسكي باستخدام أسلحة غربية بعيدة المدى لضرب الأراضي الروسية.
ولكن حتى في هذا التلويح تناور أميركا في رسائل متناقضة إلى موسكو وكييف، فمع استعداد زيلينسكي للتوجه غداً إلى واشنطن للقاء الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس «التي تخوض السباق الرئاسي ضد الجمهوري دونالد ترامب» أعلنت إدارة بايدن مجدداً أنها ستبقي الحظر المفروض على استخدام نظام كييف أسلحة غربية لضرب الأراضي الروسية، رغم أن هذه المسألة هي على رأس مطالب زيلينسكي في لقائه مع بايدن، حتى إن خطته التي يحملها إلى واشنطن «لتحقيق ما يسميه السلام وإنهاء الحرب» تقوم في جزئها الأساسي على السماح لنظامه باستخدام الأسلحة الغربية بعيدة المدى (لإجبار روسيا على التفاوض كما يقول).. فإذا كان واشنطن تزعم رفضها لذلك، وهذا ينسحب بطبيعة الحال على الدول الأوروبية التي تورد الأسلحة لنظام زيلينسكي، فلماذا يزور واشنطن وما جدوى اللقاء مع بايدن؟.. إلا إذا كانت واشنطن تعتزم مفاجأة الجميع برفع الحظر، أو أن زيلينسكي يزور واشنطن طلباً للمزيد من الأموال.
وحسب جون كيربي منسق الاتصالات الإستراتيجية في إدارة بايدن فإن الحظر المفروض «آنف الذكر» لا يزال سارياً، وقال كيربي مساء أمس خلال مؤتمر صحفي في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة: كان الرئيس ثابتاً على سياستنا بشأن الضربات بعيدة المدى، وهي أن الأسلحة المقدمة من الولايات المتحدة لا ينبغي أن تستخدم ضد أهداف في روسيا، ولم يقم بإجراء أي تغييرات في السياسة بشأن هذه القضية.
وكانت روسيا أعلنت غير مرة، أن السماح بذلك يعني تغيير جوهر الصراع، ويعني دخول حلف الناتو رسمياً وبشكل مباشر في هذا الصراع، ما يستدعي من روسيا اتخاذ قرارات بناء على التهديدات التي يشكلها هذا السماح.
بالتزامن، جددت الصين أنها «ليست مسؤولة عن خلق الأزمة الأوكرانية وليست طرفاً بها». وقال وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول الوضع في أوكرانيا: إن أي محاولة لتحميل بكين مسؤولية الصراع في أوكرانيا، هي عمل غير مسؤول، ولن تفضي إلى أي شيء.
ودعا وانغ يي جميع أطراف الأزمة الأوكرانية إلى التخلي عن عقلية الحرب الباردة الصدامية، وتهيئة الظروف الضرورية للتوصل إلى وقف إطلاق النار.
وفي وقت سابق، أكد تشن شياو دونغ، نائب وزير الخارجية الصيني، خلال منتدى «شيانغشان»” الأمني الـ11 في بكين، أن «الصين ستواصل التفاعل بشأن الأزمة الأوكرانية مع جميع الأطراف لتمهيد الطريق لمفاوضات السلام».
وكان وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، ومستشار الرئيس البرازيلي، سيلسو أموريم، قد كشفا في اجتماع عُقد في بكين، في أيار الماضي، عن تفاهمات مشتركة بين الصين والبرازيل، بشأن التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية، مكونة من 6 نقاط وقد تلقى المقترح ردود فعل إيجابية من أكثر من 100 دولة.