من إعلام العدو.. «يديعوت أحرونوت»: مسؤولون عسكريون إسرائيليون يحذّرون من التورط في ‏حرب مع حزب الله ‏

‏ ترجمة وتحرير – غسان محمد:

في ظل تهديدات قادة الكيان الإسرائيلي بشن حرب واسعة على لبنان، كشفت تقارير إسرائيلية ‏عن تصاعد الخلافات بين المستوى السياسي من جهة والمستوى العسكري والأمني من جهة ‏ثانية، حول كيفية التعامل مع الوضع على الجبهة الشمالية مع لبنان، وسط نصائح بتجنب ‏التصعيد العسكري، والتحذير من خطر التورط في حرب شاملة مع حزب الله. ‏
محلل الشؤون الاستخباراتية في صحيفة «يديعوت أحرونوت» رونين بيرغمان، كشف أن ‏مسؤولين بارزين في الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية، حذّروا المستوى السياسي من مغبة ‏اتحاذ خطوات متسرعة تخطط لها الحكومة على الجبهة الشمالية مع لبنان، والتي قد تؤدي إلى ‏اندلاع حرب شاملة، وكشف بيرغمان عن خلافات حادة ومتصاعدة بين القيادات العسكرية ‏والسياسية حول الإستراتيجية الأمنية المناسبة، حيث يعتقد مسؤولون عسكريون يؤيدون توسيع ‏الحرب، أن الظروف الحالية تمثل «فرصة» لتغيير الوضع الأمني في الشمال، بينما يدعو ‏آخرون إلى البحث عن حلول سياسية لتجنب تصعيد أكبر.‏
وبحسب المحلل بيرغمان، فإن مسؤولين كبار في الجيش الإسرائيلي وفي الأجهزة الأمنية ‏يحذّرون من مغبة القيام بخطوات متسرعة تنطوي على خطر ملموس للغاية لتفجير حرب ‏شاملة، ليس فقط على الجبهة مع لبنان، بل في المنطقة بأكملها، ولا تضمن من جهة أخرى، ‏الدفع باتجاه حل يسمح لمستوطني الشمال بالعودة إلى مستوطناتهم.‏
ونقل بيرغمان عن مسؤول إسرائيلي لم يكشف عن هويته قوله: إن الخطوات المتسرعة هذه ‏ستكون بمثابة تصعيد كبير وخطير، وستجر الجيش الإسرائيلي إلى عملية برية داخل لبنان، ‏هي الأكثر خطورة، والأكثر خطأ، وهو ما تم تجنبه طوال العام الماضي، وبدلاً من حل ‏المشكلة، ستؤدي هكذا عملية إلى تعقيد الوضع بشكل أكبر.‏
وأضاف المسؤول: إن الحكومة الإسرائيلية تريد دفع الجيش الإسرائيلي إلى مواجهة مع حزب ‏الله، من المرجح أن تتحول إلى حرب شاملة، وسوف نعود إلى النقطة نفسها التي كان من ‏الممكن الوصول إليها دون استخدام الوسائل العنيفة: أي التوصل على اتفاق سياسي يسمح ‏بعودة مستوطني الشمال، فيما لو تم التوصل إلى صفقة أسرى، وتم وقف الحرب في غزة.‏
وبحسب بيرغمان، فقد تصاعدت الخلافات بين الجيش الإسرائيلي والحكومة حول إستراتيجية ‏الأمن الإسرائيلي بشكل كبير خلال الأيام الماضية، على الرغم من تغير الاصطفافات في ‏المعسكرين، واحتدام الصراع بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب يوآف ‏غلنت. ونقل بيرغمان عن مسؤول رفيع قوله: إن القصة الحقيقية الأكبر والأخطر هي الصراع ‏الذي يدور خلف الكواليس بين العسكريين والسياسيين، إذ يعتقد معظم ضباط هيئة الأركان أن ‏الانتهاء من جبهة غزة، ولو مؤقتاً، سيتيح فرصة مناسبة للعملية السياسية التي يقودها الوسيط ‏الأميركي عاموس هوكشتاين، والتي لم يكن من الممكن التقدم فيها بسبب شرط نصر الله ‏الصارم بعدم مناقشة وقف إطلاق النار إلا بعد إنهاء الحرب على غزة.‏
وحذّر بيرغمان من أن الحرب مع حزب الله، لن تنتهي بسرعة، لكن في حال التوصل إلى ‏اتفاق في غزة، فإن ذلك سيجنب «إسرائيل» حرباً على عدة جبهات، تشمل الضفة الغربية، ‏وجبهات أخرى من المؤكد أنها ستفتح النار ضد هجوم إسرائيلي في لبنان.‏
ورأى بيرغمان، أن المواجهة الحالية بين السياسيين والعسكريين تحصل لأول مرة خلال ‏الحرب على قطاع غزة، مشيراً إلى أن بعض الأصوات في الجيش تؤيد شن عملية عسكرية ‏واسعة النطاق ضد حزب الله، لكن الأغلبية، بما في ذلك رئيس الأركان، هرتسي هليفي، ‏يعتقدون أن هذا التحرك سيكون خطأ قاتلاً في الوقت الحالي، وينطوي على خطر كبير.‏

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار